أسئلة الجامعيات (2)

 

س10: أنا طالبة جامعية أدرس مقرر سباق في الخارج مع العلم أن المقرر خاص بالبنات ولكن في الخارج نجري بحجاب إسلامي وفانيلة طويلة وبنطلون واسع! فماذا أفعل وأنا مضطرة لأخذه.

 

ج10: إذا كان المقرر خاصاً بالنساء وكان الموقع الذي يتم فيه السباق مأموناً من الناظر الأجنبي فإن ذلك جائز وإلا فالمشاركة في مثل هذا السباق يكون محل إشكال حتى مع الالتزام بالحجاب لأن الحجاب لا يعني اللباس المخصوص وحسب بل يشمل التحفظ حتى عن الحركات الغير المتزنة أمام الأجانب.

 

والجري يستلزم عادة تحرك الأعضاء بصورة تكون مثيرة للريبة والشهوة، وهو ما يتنافى مع كرامة المرأة وصيانتها.

 

س11: نفيدكم بأن هذا العصر عصر التطور والرقي في جميع المجالات ومن المجالات التي يحتاج فيها الإنسان المسلم المعطاء وخصوصاً في الجامعة أن يساهم في طلب العلم والمعرفة ويشارك أقصى طاقاته في مجالات عدة .. والمشكلة الكبيرة أراها أن المرأة المسلمة المتحجبة لا يكون دورها في هذا المجال كدور المرأة المتبرجة خصوصاً في:

 

1- الفنون التشكيلية / الرسم النحت الخط العربي/ التصوير.

2- في مجال الإرشاد والتوجيه.

3- في مجال التدريس (الطالبات الضعيفات في المستوى).

 

لذلك نرى أن الفساد ينتشر والمحجبة لا تحمل هذه الرسالة المهمة إلى المجتمع بل تنطوي على نفسها مما يسبب إحباط أو بما معنى تقليص لدور الفتيات ؟ فما الذي تنصح به الأخريات.

 

ج11: إن دراسة الفنون التشكيلية والرسم والنحت والخط العربي وكذلك التصوير أمر مشروع في الإسلام بل هو راجح في كثير من الأحيان وذلك فيما إذا قصد المؤمن من دراستها المساهمة في خدمة القضايا الإسلامية فإن لمثل هذه الفنون أثراً بالغاً في توضيح كثير من المفاهيم الإسلامية وتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة فقد يعجز البيان عن ذلك ويكون الفن أقدر على ممارسة هذا الدور، فكثير من الأفكار والرؤى الخاطئة والعادات السيئة يكون الفن أنجع وسيلة لمعالجتها.

 

وممارسة الآخرين لهذه الوسيلة لترويج أفكارهم وتحقيق مآربهم السيئة لا يمنع من اتخاذ نفس الوسيلة للدعوة إلى الهدى والصلاح ولترشيد مجتمعنا.

 

ومن هنا لا يكون ثمة مانع من دراسة الفنون المذكورة ولكن مع التحفظ على الضوابط الشرعية.

 

س12: هناك الكثير من الأفكار الغربية في مجتمعنا والتي تهدم أواصر العلاقة بين الأسرة والمجتمع فأنا امرأة مخطوبة في مجتمع مهيء للفساد وقد كان إصراري على ردع هذا المنكر المتحجر الغربي عن الأسرة لكن لا حياة لمن أنادي مع العلم أنها مشكلة أغلب الفتيات تعاني منها المرأة الملتزمة في مجتمع رديء فالمزاح بين الرجل الأجنبي لا خلاف عليه / والنظر واقصد إطالة النظر إلى أفراد العائلة مثلاً الحمي إلى زوجة الأخ أو الأخت إلى زوج أختها .. / والضحك والقهقهة أرجو بيان غربية هذه الأفكار المزعجة أكاد أكون إمرأة ليست منهم ولا أحد يستمع بشكل جاد؟

 

ج12: إن مجموعة من العادات والظواهر الغربية قد تسربت إلى مجتمعاتنا نتيجة وسائل الإعلام وترويج مفهوم العصرنة بشكل خاطئ ففي الوقت الذي يعاني الغرب من تبعات عاداته نحرص نحن المسلمين على ممارساتها بتوهم أن ذلك هو ما يقتضيه الانفتاح وعدم التزمت والتعقيد ولو تأملنا قليلاً لوجدنا أن ما يسمى بالانفتاح على الجنس الأخر كان هو المعول الذي تقوضت بواسطته أكثر القيم ولهذا شاعت الفوضى الجنسية والفساد الأخلاقي في الأوساط الغربية بصورة بشعة، ونحن أيضاً إذا ما تخلينا عن قيمنا وأعرافنا فإن المصير الذي ينتظرنا هو المصير الذي انتهت إليه المجتمعات الغربية.

 

وتعليقاً على ما جاء في السؤال نقول إنه لا مانع من تبادل التحية بين الأخت وزوج أختها ولكن الممنوع هو الخلوة بها وذهاب الحشمة بينهما فإن زوج الأخت أجنبي عن أختها وكذلك الزوج أجنبي عن زوجة الأخ وتذكروا دائماً أن الشيطان يعبث بمشاعر الإنسان ويزين له كل قبيح ويتدرج به في مدارج المعصية حتى يوقعه فيها.

 

س13: ما رأي حضرتكم في التجمعات الشبابية خارج أطار الجامعة مثل العلاقات بين الجنسين في الجمعيات والمراكز.

 

ج13: إذا كان القصد من التجمعات في المراكز والجمعيات هو حضور الندوات والبرامج الدينية والثقافية فلا مانع منه لو تم الالتزام بالضوابط الشرعية.

 

أما لو كان المقصود من التجمعات هو حضور مجالس اللعب المشتركة بين الجنسين أو الندوات المختلطة والتي يتم فيها تأسيس علاقات شخصية بين الجنسين فهو أمر محرم شرعاً.

 

ومن يمارس هذا العمل يعرف جيداً أن دوافعه تتجه نحو إشباع رغباته الجنسية وإن حاول تأطيرها بأطرٍ ثقافية أو ترفيهية أو رياضية.

 

إذ أن المرأة وكذلك الرجل يمكنهما ممارسة هذه النشاطات دون أن يلزم من ذلك الاختلاط وحينئذ يكون المؤمن قد استجاب لرغباته المباحة ولم يخدش دينه بمعصية.

 

هذا وقد أكدنا في أجوبة سابقة أن تبعات الاختلاط وخيمة جداً فهو يفضي لذوبان الإيمان والتورط بالفواحش وانعدام حالة الاستقرار النفسي وخراب البيوت وبناء علاقات على أسس هشة تكون ضحيتها البنت قبل الرجل والأطفال قبل الكبار.

 

ولتعلم الأخوات أن نزوات الشباب لا تقف عند حدٍ فهم يتوسلون بكل وسيلة لإشباع نهمهم، فتراهم يظهرون بمظهر الوديع العاشق وبمظهر الرجل المسئول وهم يخفون نفوساً تتصاغر الذئاب عن مستوى وحشيتها وشراستها.

 

س14: من المعلوم أنه للنهوض بشأن أي مجتمع فإنه لا بد من التعاون والتنسيق بين القسمين الرجالي والنسائي ولا يمكن انفصال أي جانب منهما.

 

في الجامعة هناك الكثير من الإشكاليات التي تطرح نفسها منها التحلل من قواعد الحشمة والذوق الرفيع، وللوقوف على هذه الإشكالية فإنه لا بد من حركة منظمة منسقة تضم الجانبين الملتزم الرجالي والنسائي.

 

 ما هي توصياتكم في هذا المجال .. ودمتم.

 

ج14: ورد عن الأئمة (ع): "إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبيل الأنبياء ومنهاج الصلحاء، فريضة بها تقام الفرائض .. ولا يزال الناس بخير ما أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر وتعاونوا على البر ..".

 

إن كثيراً من المساوئ التي أصيب بها مجتمعنا نشأت نتيجة إهمال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى بلغ الأمر إننا نجد أبناءنا وإخواننا وذوي قرابتنا يرتكبون المنكر فلا نكلف أنفسنا بنصحهم حياءً أو خلوداً للراحة والدعة أو خشية غضبهم ونفورهم أو حرصاً على إدامة العلاقة الودية معهم ولذلك تفشي المنكر فيما بيننا.

 

وكل ذلك يعبر عن عدم استحكام الإيمان في قلوبنا وإلا فالمؤمن الحق هو من لا يرضى بأن يعصى الله في الأرض ولهذا يكون إصلاح الناس هو شغله الشاغل ولهذا فهو يتوسل بكل وسيلة مشروعة من أجل إعلاء كلمة الله عز وجل ولا يدخر جهداً في هذا السبيل علَّة يحظى بهداية شخص واحد.

 

ومن هنا فأول سبيل يسلكه المؤمن من أجل إصلاح مجتمعه بعد إصلاح نفسه هو أن يجعل من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هماً يستشعر مراراته ولن يكون كذلك حتى يستحكم الإيمان في قلبه ويكون الإسلام هو معشوقه الأول وبعد ذلك يراقب سلوكه وخلقه ليجعل منهما وسيلة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فما من شيء أدعي لإصلاح المجتمع من حسن الخلق ومعاشرة الناس بالمعروف.

 

ثم إن المؤمن إذا كان متميزاً بعلمه وسمته ولباقة كلامه ودماثة خلقه فإنه يكون أقدر على التأثير من المؤمن الضعيف في تحصيله العلمي أو الذي لا يحسن صياغه الكلام أو مقاماته أو من تكون شخصيته ضعيفه.

 

فليكن إعداد الذات وسيلة أخرى عن وسائل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

 

ثم أنه تخطي هاتين المرحلتين تصل النبوية للعمل الجماعي من أجل الإصلاح وهو ما يتطلب التنسيق في بعض الأحيان وهنا ينبغي الالتزام بمجموعة أمور.

 

الأول: مراقبة الذات بشكل مستمر للتأكد من دوافع العمل الاجماعي فإنه قد تنحرف الظروف بنية المؤمن فتجنح به نحو المعصية واستغلال التنسيق من أجل مآرب شخصية كتأسيس علاقة عاطفية أو يستثمر العمل الجماعي الديني لغرض تحصيل الشهرة أو الوجاهة.

 

الثاني: أن يتم التنسيق بواسطة المحارم إن تيسر ذلك وإلا فيلزم التحفظ على الضوابط الشرعية لعدم الخلوة وعدم نظر الأجنبي للأجنبية بريبة أو بشهوة والأفضل أن يكون التنسيق بواسطة الكتابة وإن لم يتيسر ذلك فبواسطة المحادثة الهاتفية بشرط أن لا يخرج عن اطار العمل التنسيقي وأن لا يكونا منفردين أثناء المحادثة فإنَّ الشيطان يسعى جاهداً لزجَّ الإنسان في مهاوي الرذيلة.

 

الثالث: أن لا يستوجب التنسيق زوال الحشمة والحياء وتناسي الأعراف والآداب.

 

ثم إنْ تيسر أنْ تستقل النساء عن الرجال في عملهن الإصلاحي ويستقل الرجال عن النساء فإن ذلك أفضل إذ أن العمل المشترك بين النساء والرجال لا يخلو من مجازفة.

 

س15: في هذا الزمن الصعب بجاهد المرء نفسه من أجل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فما هي نصيحتكم لنا في زمن أصبح فيه الأمر بالمعروف منكراً معروفاً.؟؟

 

ج15: لاحظي الجواب على السوال14.

 

س16: السلام عليكم سماحة الشيخ .. إن ما نراه في الجامعة نخجل من ذكره وذلك من تفشي الفساد الأخلاقي وبصراحة الذي جعلنا نعيش ونحن غير قادرين على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فنحن نرى سلوكيات لا تمت بعاداتنا وتقاليدنا ولا حتى بديننا بشيء .. وحتى أننا عقدنا آمال على بعض المرشحين في مجلس الطلبة الذين كانوا يدعون لتفعيل دور الحشمة ولكننا وللأسف ضاقت بنا الدنيا لهول ما نراه من ممارسات تنافي الإسلام حتى - باعتقادي أن أهم القضايا التي يجب طرحها في هذه الفترة هي موضوع تفعيل دور الحشمة وحل مشكلة كبيرة ألا وهي موضوع الفساد الأخلاقي في جامعتنا.

 

ج16: أن علاج هذه المشكلة لا يتم بواسطة النصيحة لأنها لا تجدي نفعاً مع من انغمس في المعصية وألف الذنب وانس بممارسة الفاحشة لأن من كان هذا شأنه فإنه لا يصغي للنصيحة فضلاً عن التأثر بها ومن هنا أتخذ الإسلام وسائل أخرى لمعالجة هذه المشكلة فقد وضع الحدود والتعزيزات حتى لا يتمادى المفسد في فساده إلا أن الحكومات الإسلامية لما أن تخلت عن هذه الوسائل وأعرضت عنها بل وبررت ذلك بمنافاته مع الحرية الشخصية لما كان الأمر كذلك أخذ الفساد يستشري إلى حدٍ بتنا نخشى على هويتنا وللأسف الشديد لم يقف الأمر عند إهمال معالجة هذه المشكلة بل الأمر تعدى ذلك وأصبحت الحكومات تغذي هذه المشكلة بواسطة برامجها المنظمة والتي تتجلى من خلال وسائل الإعلام حيث أصبحت تروج الفساد والتحلل وتقولبها بقوالب منطقية!! فالعهر والبغاء والتبرُّج والتحلّل أصبح فناً وذوقاً بل هو من أرقى الفنون!!.

 

فلم تقف عند حد الترويج بل تعدته لتكون في موقع المبرر ثم إنها تجاوزت هذا المستوى لتكون الراعية للفساد المدافعه عنه.

 

ولكن رغم كل ذلك لا ينبغي للمؤمن أن يصاب باليأس والإحباط وعليه أن يسعى جاهداً لإصلاح ما يمكن اصلاحه وليبدأ بنفسه فيصونها من الذوبان ثم بأسرته ثم بأصدقائه ثم أن أمكنه أن يساهم في إصلاح مجتمعه ولا بمستوى محدود فليفعل وذلك بواسطة الكلمة الطيبة وحسن الخلق وكتابة المقالات وعقد الندوات والمحاضرات والتوسل بكل وسيلة مشروعة ونافعة.