معنى الشُّح

المسألة:

ما معنى قوله تعالى: ﴿وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾(1)؟ وكيف نتحصل على هذه الوقاية؟

الجواب:

المرادُ من الآية المباركة ظاهراً أنَّ مَن يُوفَّق للتخلُّص من داء الشُحِّ فهو من الفائزين.

والشُّحُّ مرتبةٌ شديدة من البُخل تدفعُ الإنسان نحوَ الحرص على الأموال والمُقتنيات إلى درجة أنَّه يستشعر الألم حتى في حالاتِ صرف الأموال فيما يُصلِحُه ويُصلِحُ متعلَّقاتِه وعياله.

بل إنَّه يشعرُ دائماً بالاضطراب والتوجُّس حتى لو كانت الأموال في يدِه، ذلك لأنَّه يخشى من أنْ يطرأ ما يُوجبُ ضياعَها أو تلفَها أو الحاجةَ إلى صرفِها.

ثم إنَّ المبتلى بداءِ الشُّحِّ لا يتأذَّى من صرف أمواله فحسب بل إنَّه يتأذَّى حتى حينما يجدُ الآخرين يصرفون أموالَهم، لأنَّه يتمنَّى لو كانت هذه الأموال له، هذا وقد وردت رواياتٌ كثيرة في ذمِّ الشحيح، منها ما ورد عن أبي قرَّة السمندي قال: قال لي أبو عبد الله (ع): "أتدري مَن الشحيح؟ قلتُ: هو البخيل، قال (ع): الّشُّح أشدُّ من البُخل، إنَّ البخيل يبخلُ بما في يدِه، والشحيحُ يشحُّ بما في أيدي الناس وعلى ما في يده حتى لا يرى في أيدي الناس شيئاً إلا تمنَّى أنْ يكون له بالحِلِّ والحرام، ولا يقنعُ بما رزقَه اللهُ عزَّ وجلَّ"(2).

وورد عنهم (ع): "لا يجتمع الشُّحُّ والإيمانُ في قلبِ عبدٍ أبدا"(3).

والحمد لله رب العالمين

 

من كتاب: شؤون قرآنية

الشيخ محمد صنقور


1- سورة الحشر / 9.

2- من لا يحضره الفقيه -الشيخ الصدوق- ج2 / ص63، الكافي -الشيخ الكليني- ج4 / ص45.

3- الخصال -الشيخ الصدوق- ص76، روضة الواعظين -الفتال النيسابوري- ص383.