معنى قوله تعالى: ﴿قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ﴾

المسألة:

ما معنى قوله تعالى: ﴿قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ﴾(1)؟ لماذا فصل بين كلمة الله والرحمن؟

الجواب:

الآيةُ الشريفة نزلت على خلفيَّةِ توهُّمٍ وقع فيه المشركون(2) أو بعض غير المؤمنين حينما وجدوا الرسولَ (ص) تارةً يدعو باسم الله تعالى وتارةً باسم الرحمن، فتوهَّموا أنَّ النبيَّ (ص) يدعو باسم إلهين، فجاءت الآيةُ المباركة لتبيِّن أنَّ اسم الله تعالى واسم الرحمن تعبِّران عن مسمَّىً واحد، وهي الذات الإلهيَّة المقدَّسة، فللمؤمن أنْ يدعوَ باسم الله وله أنْ يدعوَ باسم الرحمن، وله أن يدعو بسائر الأسماء الحسنى، فإنَّ الأسماء الحسنى كلَّها لله تعالى وهي تُعبِّر عن مسمَّىً واحد، فللمؤمن أنْ يدعوَ بأيِّها شاء.

قال تعالى: ﴿قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى﴾(3).

والحمد لله رب العالمين

 

من كتاب: شؤون قرآنية

الشيخ محمد صنقور


1- سورة الإسراء / 110.

2- لاحظ التبيان -الشيخ الطوسي- ج6 / ص533، تفسير مجمع البيان -الشيخ الطبرسي- ج6 / ص303، جامع البيان -إبن جرير الطبري- ج15 / ص226.

3- سورة الإسراء / 110.