الارتقاء بالجشاء

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهمَّ صلِّ على محمدٍ وآل محمد

 

المسألة:

قال الصادق (ع): "الجشأ نعمةٌ من نعم الله، فإذا تجشأ أحدكم فليحمد الله ولا يرتقي جشاءه"(1). ما المقصود بارتقاء الجشاء؟

 

الجواب:

المراد من الارتقاء به هو إظهاره ورفعُ الصوت به، فإنَّه مخالف للآداب النبويَّة، فقد ورد النهيُ عنه في رواياتٍ عديدة عن أهل البيت (ع):

 

منها: ما رواه الكليني بسنده عن السكوني عن أبي عبد الله (ع) قال: "قال رسولُ الله (ص): اذا تجشَّأتم فلا ترفعوا جشاءكم الى السماء"(2).

 

ومنها: ما رواه عبد الله بن جعفر في (قرب الاسناد) عن هارون بن مسلم عن مسعده بن صدقة عن جعفر عن أبيه (ع) قال: "قال رسولُ الله (ع): اذا تجشَّأ أحدُكم فلا يرفع جشاءَه الى السماء، ولا إذا بزق، والجشاء نعمةٌ من الله، فاذا تجشَّأ أحدُكم فليحمدِ الله عليها"(3).

 

وورد أيضاً التحذير من إطالة الجشاء، والمراد منه امتداده الناشئ غالباً عن الاِكثار من تناول الطعام إلى حدِّ التُخمة أو قريب منها.

 

فمن ذلك ما رواه الكليني بسنده عن السكوني عن أبي عبد الله (ع) قال: "قال أبو ذر: قال رسولُ الله (ص): أطولُكم جشاءً في الدنيا أطولُكم جوعاً يوم القيامة"(4).

 

ومنه: ما رواه البرقي في المحاسن في حديث عن أبي عبد الله (ع) قال: "سمع رسولُ الله (ص) رجلاً يتجشأ فقال: يا عبد الله اقصر من جشائك فانَّ أطول الناس جوعاً يوم القيامه اكثرهم شبعاً في الدنيا"(5).

 

فالنهيُ عن إطالة الجشاء نهيٌ عن سببه وهو الاكثار من تناول الطعام المقتضي بالطبع لاطالة الجشاء 

 

والحمد لله رب العالمين

 

الشيخ محمد صنقور


1- بحار الأنوار -العلامة المجلسي- ج73 / ص57.

2- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج24 / ص246.

3- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج24 / ص247.

4- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج 24 / ص246.

5- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج24 / ص247.