﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا﴾ (1)

أعوذُ باللهِ من الشيطانِ الرجيمِ

بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ

الحمد لله ربِّ العالمين الذي أَنْشَأَ الْخَلْقَ إِنْشَاءً وابْتَدَأَه ابْتِدَاءً، بِلَا رَوِيَّةٍ أَجَالَهَا ولَا تَجْرِبَةٍ اسْتَفَادَهَا، ولَا حَرَكَةٍ أَحْدَثَهَا ولَا هَمَامَةِ نَفْسٍ اضْطَرَبَ فِيهَا، أَحَالَ الأَشْيَاءَ لأَوْقَاتِهَا ولأَمَ بَيْنَ مُخْتَلِفَاتِهَا، وغَرَّزَ غَرَائِزَهَا وأَلْزَمَهَا أَشْبَاحَهَا، عَالِماً بِهَا قَبْلَ ابْتِدَائِهَا، مُحِيطاً بِحُدُودِهَا وانْتِهَائِهَا عَارِفاً بِقَرَائِنِهَا وأَحْنَائِهَا وأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَه إِلَّا اللَّه وَحْدَه لَا شَرِيكَ لَه، وأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُه ورَسُولُه (ص).

أُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ ونفسي بِتَقْوَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهً قَدْ أَوْضَحَ لَكُمْ سَبِيلَ الْحَقِّ وأَنَارَ طُرُقَهُ، فَشِقْوَةٌ لَازِمَةٌ أَوْ سَعَادَةٌ دَائِمَةٌ، فَتَزَوَّدُوا فِي أَيَّامِ الْفَنَاءِ لأَيَّامِ الْبَقَاءِ.

قال اللهُ تعالى في مُحكمِ كتابِه المجيد: بِسْمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحيمِ ﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا / وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا / وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا / إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا﴾(1).

هذه الآياتُ والتي تليها من سورةِ الفُرقانِ متصديةٌ لبيانِ صفاتِ عبادِ الرحمنِ، وقد عدَّتْ تسعاً من الصفاتِ، والمُلفتُ في الآياتِ المباركاتِ انَّها كانت بصددِ البيانِ لصفاتِ شريحةٍ من عبادِ اللهِ، ولم تكنْ بصددِ البيانِ لصفاتِ كلِّ عباد اللهِ تعالى ورغم ذلك وصفتْهم بعبادِ الرحمنِ، ومن الواضحِ البيِّنِ أنَّ وصفَ عبادِ الرحمنِ يصدُقُ على كلِّ أحدٍ من الانسِ بل والجنِّ، فما منْ أحدٍ مسلماً كانَ او كافراً إلا وهو عبدٌ من عباد الرحمنِ، والآياتُ لم تكنْ بصددِ التوصيفِ لكلِّ عبادِ اللهِ تعالى وإنَّما كانتْ بصددِ التَعداد لصفاتِ شريحةٍ من عباد الله تعالى، فلماذا إذنْ قالتْ: ﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ﴾ ولم تقلْ مثلاً: والمؤمنونَ أو والمتَّقونَ من عبادِ الرحمنِ هم الذين يتَّصفونَ بهذه الصفاتِ التسعِ؟ هلْ هناك غايةٌ أرادتِ الآياتُ أنْ تُشيرَ إليها حينَ أضافت مَن هذه صفاتُهم إلى الرحمن؟

والجوابُ: لعلَّ الغايةَ من إضافةِ هذه الشريحةِ بالخصوصِ إلى العبوديَّةِ للرحمنِ هو الاشارةُ إلى أنَّ العبادَ الحقيقينَ للرحمنِ الجديرينَ بهذه النسبةِ هم هؤلاءِ الواجدونَ لهذه الصفاتِ، فهو وإنْ كانَ كلُّ مسلمٍ بل وكلُّ إنسانٍ عبدٌ للرحمنِ ولكنَّ أحقَّ الناسِ بوصفِ عبادِ الرحمن هم الذين يمشونَ على الارضِ هَوناً وهم الذينَ اذا خاطبَهم الجاهلونَ قالوا سلاماً، وهم الذينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا والذين اذا انفقوا لم يُسرفوا ولم يقتروا، فهؤلاء هم عبادُ الرحمنِ الحقيقيُّونَ الجديرونَ بهذه الإضافةِ، فالغاية من الإضافةِ هو الاشارةُ إلى بيانِ مَن يستحقُّ أنْ يتَّصفَ بعبدِ الرحمنِ، ومَن يستحقُّ ان يُنسبَ للعبوديةِ للرحمنِ، فمساقُ الآياتِ من سورةِ الفرقانِ هو مساقُ ما ورد في الحديثِ الشريف: "المسلمُ مَن سَلِمَ الناسُ مِن يدِه ولسانِه"(2).

فهل معنى ذلك أنَّ الذي يعتدي على الناسِ بيدِه فيَبطشُ بهم ليس مسلماً بالانتماءِ؟! لا ريبَ أنَّه مسلمٌ بالانتماءِ، لأنَّه يشهدُ الشهادتينِ ويُقيمُ الصلاةَ ويُؤدِّي الفرائضَ فهو مسلمٌ بالانتماءِ ولكنَّه ليس مُسلماً حقيقيَّاً بمقتضى هذا الحديثِ الشريفِ، فالمسلمُ الذي يستحقُّ هذا الوصفَ هو مَنْ سلِم الناسُ من بطشِه وظلمِه واعتدائِه وسَلِموا من لسانِه، فلا يغتابُ ولا يشتمُ، ولا يُسيئُ إلى احدٍ منهم، فقولُ الرسولِ الكريمِ (ص) بحسبِ الروايةِ: "المسلمُ من سَلِمَ الناسُ من يدِه ولسانِه"(3) فيه اشارةٌ إلى أنَّ هذا الوصفَ إنَّما يستحقُّه المتَّصفُ بهذا الخُلقِ وهو الكفُّ عن ايذاءِ الناسِ باليدِ واللسانِ، وهكذا هو معنى ما وردَ عن الإمامِ الصادقِ (ع): "شيعتُنا أهلُ الورعِ .. والأمانةِ"(4) فهل معنى ذلك أنَّ الفاقدَ لصفةِ الوَرعِ والأمانةِ ليس شيعيَّاً بالانتماء؟ ليس ذلك هو المرادُ بل المرادُ ظاهراً هو انَّ الفاقدَ لصفةِ الورعِ والأمانةِ لا يستحقُّ شرفَ الانتسابِ للتشيُّع، وهكذا هو المرادُ من تخصيصِ عبادِ الرحمنِ بالواجدينَ للصفاتِ التسعِ في سورةِ الفرقانِ، فمفادُ الآياتِ هو انَّ الذين يستحقُّونَ الانتسابَ للعبوديَّةِ للرحمنِ هم ﴿الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا﴾(5) إلى آخرِ الآياتِ، واما غيرُ هؤلاءِ فهم وإنْ كانوا عباداً للرحمنِ ولكنَّهم غير جديرينَ واقعاً بشرفِ هذه النسبةِ، هذا هو الاحتمال الأول.

والاحتمال الثاني: هو إنَّ إضافة العبادِ للرحمن فيه اشارةٌ للدعوةِ إلى انَّه ينبغي لعبادِ الرحمنِ أنْ يتخلَّقوا بصفاتِ اللهِ تعالى والتي منها الرحمنُ، فكأنَّ الآيةَ تخاطبُ المؤمنينَ بأنَّكم عبادٌ للرحمن، والمناسبُ لكونِكم عباداً للرحمنِ أنْ تتخلَّقوا بسجيةِ الرحمةِ، إذ لا يَليقُ بأحدِكم أنْ يكونَ عبداً للرحمنِ وهو رجلٌ جافٍ وقاسٍ ومتوحِّشٌ، فعبادُ اللهِ ربَّانيُّون كما قال تعالى: ﴿وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ﴾(6) والربَّانيُّونَ هم المتخلِّقونَ بأخلاقِ الربِّ اللائقةِ بالإنسانِ، ولهذا فعبادُ الرحمنِ المستحقُّونَ لهذه النسبةِ لا يكونونَ قُساةً غلاظاً متوحِّشينَ، فمِثلُهم غيرُ جديرٍ بالانتسابَ بالعبودية للرحمنِ، إذ انَّ كلَّ منتسبٍ إلى أحدٍ يكتسبُ بانتسابِه صفتَه خصوصاً إذا كانَ الانتسابُ بنحو العبودية، وهذا امر يَفهمُه أهلُ الكلامِ والمحاورةِ، فحينما يُقالُ هؤلاءِ عبادُ الشيطانِ فمعناه انَّهم يتَّصفونَ بصفاتِ الشيطان الذي ينتسبون إليه، فعباد الشيطانِ هم الذين يتَّسمونَ بالخُبثِ والكيدِ والمكرِ كما هو شأنُ مَن ينتسبون إليه وهو الشيطان، وهكذا حينما يقالُ: هؤلاءِ عبيدُ الدنيا فإنَّ معنى ذلك هو انَّ هؤلاءِ قد خلدوا إلى الدنيا وليس لهم شاغلٌ الا بهارجَ هذه الدنيا وزينتَها، فهم لا يفكِّرونَ إلا في التزوُّد من حُطامِها، إذن فعبادُ الرحمنِ هم الذين يمتازون بالرحمةِ والعطفِ والشفقة، فمن لم يكنْ كذلك فهو غير مستحقٍّ للانتسابِ بالعبوديَّةِ للرحمنِ.

والاحتمالُ الثالثُ: للإضافةِ في قولِه تعالى: ﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ﴾ هو انَّ الآيةَ الشريفةَ أرادتِ الإشارةَ إلى أنَّ المستحقينَ لأنْ تُفاضَ عليهم رحمةُ اللهِ عزَّ وجلَّ هم الذينَ يتَّصفونَ بهذِه الصفاتِ التسع التي سوف يتلوها علينا القرآن فهمُ: ﴿الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا / وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا﴾(7) إلى آخرِ الآياتِ، فهؤلاء هم الذين يستحقُّونَ أنْ تُفاضَ عليهم رحمةُ الرحمنِ، واما غيرُهم فهم وإنْ كانوا يحظونَ بشيءٍ من رحمةِ الله تعالى ولكنَّهم غيرُ مستحقِّينَ لها أو انَّهم لا يحظونَ بالمرتبةِ التي يحظى بها المتَّصفونَ بالصفاتِ المذكورة فلعلَّ هذا الاحتمال هو منشأ إضافةِ العبادِ للرحمن في الآيةِ، ولعلَّ المحتملاتِ الثلاثةَ كلَّها مرادةٌ من هذه النسبةِ وهذا الإسنادِ.

معنى: ﴿الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا﴾:

بعد ذلك يقع الكلام عن معنى قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا﴾(8) فما هو المرادُ من الهَونِ بفتحِ الهاء؟ الهَونُ مصدرٌ، وفاعلُه هيِّنٌ ومِن ذلك ما رُوي عن النبيِّ (ص): "الْمُؤْمِنُونَ هَيِّنُونَ لَيِّنُونَ"(9) ومعنى الهَونِ بحسبِ مدلولِه اللُّغوي هو الرِفقُ واللينُ والسهولةُ، من هانَ الامرُ اي سهُلَ وتيسَّر، ولذلك ورد في المثلِ العربيِّ: "اذا عزَّ اخوكَ فهُن"(10) من الهَونِ بفتحِ الهاءِ، ومعنى: "اذا عزَّ اخوكَ فهُنْ" هو انَّه اذا اعتاص وتعاسرَ أخوكَ معك أو ألحَّ في الطلبِ منك فتياسرْ أنتَ معه وألِنْ له جانبك وانزِلْ عند رغبتِه، فلو كان شديداً في معاملتك فأرخِ له، وإنَّ أصرَّ على أمرٍ فلا تجادلْه، وتعاطى مع المُعْسِر من اخوانِك باليُسرِ والسهولةِ والرِفقِ واللينِ، هذا هو معنى: "إذا عزَّ اخوكَ فهُن" فالهَونُ يعني الرفقَ واللينَ، وهذا هو المراد من الهَون فيما ورد في نهجِ البلاغةِ عن اميرِ المؤمنينَ (ع): "أحببْ حبيبَك هَوناً ما، عسى أنْ يكونَ بغيضَك يوماً ما، وأبغِضْ بغيضَك هَوناً ما عسى أنْ يكونَ حبيبَك يوماً ما"(11) فالهَونُ هنا بمعنى الرفقِ والاعتدال وعدمِ المبالغةِ والإفراطِ في المحبَّةِ والبُغضِ.

فالإمامُ (ع) بحسبِ الرواية يأمرُ بالتلطُّف والرفقِ والإتئادِ وعدم الغلوِّ والتشدُّدِ في المحبِّةِ للمحبوبِ، فإنَّ الإفراط والغلوَّ في المحبَّةِ قد يعودُ بالضررِ يوماً ما على المحبِّ، وذلك لو اتَّفق أنْ صارَ المحبوبُ بغيضاً يوماً ما، فإنَّ صيرورتَه بغيضاً يضرُّ شديداً بالمُحبِّ، إذ انَّ حُبَّه إيَّاه حيثُ كان مُفرِطاً ومبالَغاً فيه فإنَّ ذلك يستلزمُ عادةً أنْ يكونَ معه صفحةً مفتوحةً، فليس شيءٌ من أسرارِه ومكتوماتِه إلا ويُطلعُها عليه، فإذا تحوَّلَ هذا المحبوبُ إلى بغيضٍ يوماً ما فإنَّ من المُحتمَلِ قويَّاً أنْ يكشفَ أسرارَه ومكتوماتِه للناس فيضرُّ به ضرراً بليغاً كما انَّه قد يبتزُّه بما يعلمُه من أسرارِه وخصوصيَّاتِه وعيوبِه. أما لو كان حبُّه لمحبوبِه معتدلاً فإنَّه سيُحاذرُ من الكشفِ له عن كلِّ خصوصياتِه خشيةَ أن يضرَّه بها لو تحوَّلَ هذا المحبوبُ بغيضاً يوماً ما.

وكذلك هو الشأنُ فيما ينبغي أنْ يكون عليه مستوى العلاقةِ مع البغيض، فلا ينبغي الإفراطُ والمبالغةُ في البُغضِ المستلزمُ عادةً للإيغالِ في الإساءةِ له بظلمِه و شتمِه وغيبتِه، فقد يتَّفقُ أنْ يُصبحَ هذا البغيضُ حبيبَك يوماً ما، وقد تضطرُّك الظروفُ لمعاملتِه يوماً ما، فماذا ستصنعُ إذا كنتَ قد تشدَّدتَ في مصارمتِه وقطيعتِه، لذلك ينبغي أن تجعلَ بينَك وبينَه خطَّ رجعةٍ عسى أنْ يكونَ حبيبَك يوماً ما.

إذن فالمرادُ من الهَونِ هو الرفقُ واللينُ والسهولةُ واليُسرُ في التعاطي مع الامور وما يقربُ من هذه المعاني، ويُقابلُه الشدُّ والتشدُّدُ والتطرُّفُ والتعاسُرُ، والرفقُ حسنٌ في كلِّ شأنٍ كما أفاد ذلك الرسولُ الكريمُ (ص) في الصحيحِ عنه: "إِنَّ الرِّفْقَ لَمْ يُوضَعْ عَلَى شَيْءٍ إِلَّا زَانَه، ولَا نُزِعَ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَه"(12) وسوف يأتي مزيدٌ من التوضيح لذلك إنْ شاء الله تعالى.

﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ / إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ / وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا / فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا﴾(13)

خطبة الجمعة - الشيخ محمد صنقور

18 من ربيع الآخر 1437هـ - الموافق 29 يناير 2016م

جامع الإمام الصّادق (عليه السّلام) - الدّراز


1- سورة الفرقان / 63-66.

2- علل الشرائع -الشيخ الصدوق- ج2 ص 523.

3- علل الشرائع -الشيخ الصدوق- ج2 ص 523.

4- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج 4 ص 57.

5- سورة الفرقان / 63.

6- سورة آل عمران / 79.

7- سورة الفرقان / 63-64.

8- سورة الفرقان / 63.

9- بحار الأنوار -العلامة المجلسي- ج 64 ص 356.

10- شرح نهج البلاغة -ابن أبي الحديد- ج 16 ص 108.

11- نهج البلاغة -خطب الإمام علي (ع)- ج 4 ص 64.

12- الكافي -الشيخ الكليني- ج 2 ص 119.

13- سورة النصر.