انصراف بعض الأخوة عن مجالس التعزية

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمد

 

إنَّ من الممارسات الخاطئة التي تحتاج إلى تصحيح هو انصراف بعض الإخوة الشباب عن حضور مجالس التعزية، والاكتفاء بمتابعة مراسم الإحياء لعاشوراء عبر القنوات الفضائية أو المواقع الإلكترونية، وذلك بذريعة أن خطباء التعزية ليسوا على مستوًى علميٍّ متميِّز بحيث يمكن الاستفادة من أحاديثهم. إلا أن هذه الذريعة لا تبرِّر الانصراف عن حضور مجالس التعزية، وأن الاستفادة العلمية ليست هي الغرض الوحيد من إقامة التعزية على الحسين (ع)، وإن كانت هي أحد أهم أهداف التعزية، إلا أنَّ ثمة أهدافًا أخرى من حضور مجالس التعزية، منها أنَّ الحضور إحياءٌ لأمر أهل البيت (ع).

 

وقد ورد عن الإمام الصادق (ع) قوله "أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا"(1)، على أن الحضور والاستماع لمصيبة الحسين (ع) يُساهم في تعميق الحب والولاء للحسين الشهيد (ع)، كما أن للحضور أثرًا بالغًا في توثيق العلاقة بالمؤمنين، فقد أفاد الإمام علي (ع) أن "لقاء الإخوان مغنم جسيم"(2).

 

فنحن في الوقت الذي نؤكد فيه على لزوم تحرِّي المواقع والموارد التي تُساهم في تعميق الوعي الديني، نرى أنَّ ذلك لا يتنافى مع المساهمة في إحياء موسم عاشوراء بالحضور الفاعل في المجالس الحسينية والدفع باتجاه تحسين الخطباء لأدائهم.

 

على أننا لا نقبل بدعوى أن كل الخطباء غير قادرين على تلبية مستوى الطموح عند الإخوة الشباب، فإن في الخطباء من هو جدير بذلك، وفيهم من يحتاج إلى مزيدٍ من التحصيل العلمي ليكون جديرًا بهذا الموقع الخطير.

 

والحمد لله رب العالمين

 

الشيخ محمد صنقور

2 / محرم / 1427هـ


1- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج12 / ص20.

2- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج12 / ص21.