منشأُ تسمية سورة مريم (ع) باسمها

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهمَّ صلِّ على محمد وآل محمد

 

المسألة:

لماذا سُمِّيت سورة مريم باسم السيِّدة مريم دون غيرها من النساء؟

 

الجواب:

لم يُذكر في سورة مريم من النساء سوى السيدة مريم (ع)، ولعلَّ منشأ تسمية السورة باسمها هو أنَّها أكثرُ السور تفصيلاً للأحداث التي وقعت للسيدة مريم (ع) فقد تصدَّت لبيان ما وقع لها من حين دخولها وهي صبية إلى بيت المقدس واعتكافها للعبادة فيه، ثم تصدَّت لبيان كيفية حملها بعيسى (ع) والذي كان بنحوٍ إعجازي، وروت لنا الحوار الذي وقع بينها وبين المَلَك الذي بعثه الله إليها.

 

وتحدَّثت السورة بعد ذلك عن الكيفية والموقع الذي وضعت فيه عيسى (ع) والكرامات التي مُنحت إيَّاها من عند الله تعالى حين الوضع، وبعده تحدَّثت السورة عمَّا وقع لها مع قومها حين جاءت تحملُ وليدها، وكيف أنَّ الله عزَّوجلَّ انتصر لها بأنْ أنطق رضيعها وهو في المهد بما ينفي عنها التُهمة التي بادر بنو إسرائيل بوصمها بها.

 

فلعلَّ ذلك كلَّه هو منشأ تسمية السورة باسمها. خصوصاً وأنَّ من تحدَّثت عنهم السورة من الأنبياء لم يكن بالسعة التي تحدَّثت به عن السيِّدة مريم (ع) فلعلَّ ذلك هو منشأ تسمية السورة باسمها دون غيرها مَّمن ذكرتْهم السورةُ المباركة.

 

والحمد لله رب العالمين

 

الشيخ محمد صنقور