حديثُ الافك

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهمَّ صلِّ على محمد وآل محمد

المسألة:

ما هي قصَّةُ الإفك التي أُثيرت حول زوجة رسول الله (ص) عائشة، وهل صحيحٌ انَّ القرآن الكريم قد برئها؟

الجواب:

حديثُ الافك الذي أشار إليه القرآن الكريم كان فِريةً روَّج لها بعضُ المنافقين أيام رسول الله (ص) وقد اختلفت رواياتُنا عمَّا روته العامَّة فيمَن اتُهمت من نساء النبيِّ (ص) في عفَّتِها، فالواردُ من طُرق العامَّة أنَّ المُفترى عليها هي السيدة عائشة، وأمَّا الواردُ من طُرقِنا والثابتُ عندنا فهي السيِّدةُ ماريةُ القبطيَّة(1) أمُّ إبراهيم (ع).

فنساءُ النبيِّ الكريم (ص) وإنْ كنَّ جميعًا مبرءاتٍ من كلِّ فاحشة إلا أنَّ مَن اتُّهمت منهنَّ بالفِرية التي أشار اليها القرآن إنَّما هي السيِّدةُ ماريةُ دون غيرِها من نساءِ النبيِّ (ص) فما ورد من طرق العامَّة من أنَّ السيِّدةَ عائشة هي من اتَّهمها المنافقون بالسوء لم يثبتْ عندنا بطريقٍ معتبرٍ وإنْ كان من الثابت القطعيِّ عندنا أنَّ السيَّدة عائشة وسائر نساء النبيِّ (ص) مبرءاتٌ من الفاحشة.

وعليه فالتي نزل القرآنُ بتبرءتِها هي السيِّدة ماريةُ القبطيَّة قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ / لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ﴾(2).

والحمد لله رب العالمين

الشيخ محمد صنقور


1- لاحظ رسالة حول خبر مارية -الشيخ المفيد- ص5 / ص297، دلائل الامامة -محمد بن جرير الطبري (الشيعي)- ص385، نوادر المعجزات -محمد بن جرير الطبري (الشيعي)- ص176، مناقب آل أبي طالب -ابن شهر آشوب- ج3 / ص493، تفسير القمي -علي بن إبراهيم القمي- ج2 / ص99.

2- سورة النور / 11-12.