حسناتُ الأبرار سيئاتُ المقرَّبين

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهمَّ صلِّ على محمد وآل محمد

المسألة:

ما معنى هذه الرواية: "حسناتُ الابرار سيئاتُ المقرَّبين"؟

الجواب:

هذه المقولةُ ليست مأثورةً عن النبيِّ (ص) أو أحدِ المعصومين من أهل بيته (ع) فهي لم تُنسب لأحدِهم في طرقِنا، نعم نسبَها بعضُ علماءِ العامَّة إلى النبيِّ (ص) إلا أنَّ ذلك لم يثبتْ عند الكثيرِ منهم، فقد ذكر الفتني في كتابه تذكرة الموضوعات أنَّ هذه المقولة "هي من كلام أبي سعيد الخرَّاز"(1).

وذكر ذلك العجلوني في كتابِه كشف الخفاء فقال: "هو من كلام أبي سعيد الخرَّاز كما رواهُ ابنُ عساكر في ترجمتِه وهو من كبار الصوفيَّة مات سنة مائتين وثمانين، وعَدَّه بعضُهم حديثاً وليس كذلك، وقال النجم رواهُ ابنُ عساكر عن أبي سعيد من قولِه وحكى عن ذي النون، وعزاهُ الزركشي للجنيد"(2).

وأمَّا المرادُ من هذه المقولة فهو أنَّ بعضَ الأفعال تُوصف بالحُسن إذا صدرت من الأبرار ولكنَّها قد تُوصفُ بالخطيئة اذا صدرتْ من المقرَّبين.

فمثلاً عندما يخرجُ المؤمنُ الصالحُ للنُزهةِ والترويحِ عن نفسِه أو يجلسُ في مجالس الرجال لهذا الغرض فإنَّ صدورَ ذلك منه يصحُّ توصيفه بالفعل الحسَن والراجح ولكن حينما يصدرُ من المقرَّبين لله جلَّ وعلا فإنَّه قد يُوصف بتضييع الوقت ومخالفة الأولى، فإنَّ المقرَّبين ينبغي لهم أنْ يشتغلوا عن ذلك بالمزيد من العبادة والطاعةِ لله جلَّ وعلا.

والحمد لله رب العالمين

الشيخ محمد صنقور


1- تذكرة الموضوعات -الفتني- ص188.

2- كشف الخفاء -العجلوني- ج1 / ص357.