النفخُ في الطعام والشراب

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمد

 

المسألة:

ما هو حكمُ النفخِ على الأكل (لكي يبرد)؟

 

الجواب:

ورد النهيُ عن النفخِ في الطعام والشراب في رواياتٍ عديدةٍ عن الرسول الكريم (ص) وأهلِ بيتِه (ع):

 

منها: ما رواه الصدوق بسندٍ صحيح في الخصال عن عليٍّ (ع) -في حديث الأربعمائة- قال: ".. لا يتفلُ المؤمنُ في القبلة، فإنْ فعل ذلك ناسياً يستغفرُ الله، لا ينفخُ الرجلُ في موضعِ سجوده، ولا ينفخُ في طعامِه ولا في شرابه ولا في تعويذِه .."(1).

 

ومنها: ما رواهُ الصدوق في حديث المناهي بإسناده عن شعيب بن واقد عن الحسين بن زيد عن الصادق (ع) عن آبائه عن النبيِّ (ص) قال: "ونهى أنْ يُنفخَ في طعامٍ أو شراب .."(2).

 

ومنها: ما رواه الشيخ الصدوق في الخصال بسنده عن الحسين بن مصعب قال: قال أبو عبد الله (ع): "يُكرهُ النفخُ في الرُّقى، والطعامِ، وموضعِ السجود"(3).

 

ومنها: ما في الجعفريات قال: "أخبرنا محمد، حدَّثني موسى قال: حدَّثنا أبي، عن أبيه، عن جدِّه جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدِّه عليِّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليٍّ (ع): "أنَّ رسولَ الله (ص)، نهى عن أربع نفَخات: في موضعِ السجود، وفي الرُّقى، وفي الطعامِ، والشراب"(4).

 

تقريب الاستدلال بالروايات على الكراهة:

فهذا عددٌ من الروايات اشتملت على النهي عن النفخ في الطعام والشراب، وفيها ما هو معتبرٌ سنداً، وقد حُمل النهي فيها على الكراهة، وذلك للاطمئنان بعدم إرادة الحرمة منه نظراً لكون النفخِ في الطعام والشراب من القضايا التي يعمُّ الابتلاءُ بها ويتعاطاها أكثرُ الناس انسياقاً مع سليقتِهم القاضية بذلك لمثل الطعام الحار وكذلك الشراب، فلو كان النفخُ محرَّماً شرعاً لكان بيِّناً لا يخفى.

 

ويُمكن تأييدُ إرادة الكراهة من النهي عن النفخ في الطعامِ والشراب بما ورد في العلل للشيح الصدوق بسنده عن بكار بن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد الله (ع): "في الرجل ينفخُ في القدح قال: لا بأس، وإنَّما يُكره ذلك إذا كان معه غيرُه كراهيَّةَ أنْ يعافَه، وعن الرجل ينفخُ في الطعام قال: أليس إنَّما يُريد أنْ يُبرِّدَه؟ قال: نعم قال: لا بأس"(5).

 

وكذلك يُمكن تأييدُه بمرسلة دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمد (ع)، أنَّه رُخِّص في النفخ في الطعامِ والشراب، وقال: "إنَّما يُكره ذلك لمَن كان معه غيرُه، كي لا يعافَه"(6).

 

والحمد لله رب العالمين

 

الشيخ محمد صنقور


1- الخصال -الشيخ الصدوق- ص613.

2- من لا يحضره الفقيه -الشيخ الصدوق- ج4 / ص9.

3- الخصال -الشيخ الصدوق- ص158.

4- علل الشرائع -الشيخ الصدوق- ج2 / ص518.

5- جامع أحاديث الشيعة -السيد البروجردي- ج17 / ص256.

6- دعائم الإسلام -القاضي النعمان المغربي- ج2 / ص118.