تداركُ جلسةِ الاستراحة

المسألة:

لو نسي المصلِّي جلسة الاستراحة وتذكَّرها قبل ركوع الركعة الثانية، فهل له أنْ يتدارك؟

 

الجواب:

الظاهر أنَّه ليس له التداركُ حتى بناءً على وجوب جلسة الاستراحة، وذلك لأنَّ جلسة الاستراحة المطلوبة هي التي تتعقَّب السجدة الثانية أي أنَّ المطلوب هو حصةٌ خاصَّة من الجلوس وهي الجلسة المتعقِّبة للسجدة، وهذا غير قابلٍ للتدارك بعد أنْ نهض، لأنَّه لو عاد فجلس فإنَّ جلوسه لن يكونَ عن السجدة، إلا أنْ يسجدَ ثم يجلس، وهذا يستلزمُ الزيادة المبطلة، فالعودةُ للجلوس ليس تداركاً، وما به تتحقَّق جلسة الاستراحة يستلزمُ الزيادة المبطلة، ولذلك فالصحيحٌ كما أفاد السيِّد الخوئي (رحمه الله) أنَّ مَن نسيَ جلسةَ الاستراحة مضى في صلاته حتى بناءً على وجوبها، وأفاد (رحمه الله) أنَّ الشأنَ في ذلك هو الشأنُ فيمَن نسيَ القيام بعد الركوع وتذكَّره قبل السجود فإنَّ الوظيفة هي المُضيُّ في الصلاة، إذ ليس له التدارك، لأنَّه لو عاد فانتصب قائماً فإنَّ هذا القيام لن يكون قياماً عن ركوع فلا يصحُّ أنْ يكونَ تداركاً للقيام المنسي، نعم لو عاد فركع ثم قام كان ذلك قياماً عن ركوع لكنَّه لو فعل ذلك لكان قد زاد ركوعاً في الصلاة فتبطلُ بذلك صلاتُه، ولهذا ليس له أنْ يتدارك، لأنَّ ما به يتحقَّق التدارك مبطلٌ للصلاة، والقيام لا عن ركوع ليس تداركاً للقيام المنسيِّ.

 

والحمد لله رب العالمين

 

الشيخ محمد صنقور