معنى تجويد الحَذْو

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهمَّ صلِّ على محمد وآل محمد

المسألة:

عن أبي عبدالله (ع) قال: "سمعتُه يقول: جَوِّدوا الحَذْو فإنَّه مكيدةٌ للعدو، وزيادةٌ في ضوء البصر، وخفِّفوا الدَّين فإنَّ في خِفَّة الدَّين زيادةُ العمر، وتدهَّنوا فإنه يُظهرُ العناء .."(1) ما المقصود من قوله (ع): "جَوِّدوا الحَذْو؟

الجواب:

المرادُ مِن تجويدِ الحَذْو هو اتِّخاذُ الحِذاء الجيِّد المتناسب مع حجمِ القدم، فلا يكونُ ضيِّقاً ولا يكون واسعاً، ولا يكونُ مُوجباً لإيذاء القدمينِ أو الظهر، ولا يكونُ من الأحذيةِ التي يلبسُها الوضيعُ من الناس وإنَّما تكونُ من الأحذية اللائقة بذوي الشأن.

وقد وردتْ رواياتٌ عديدةٌ تحثُّ على تجويد الحَذْو، منها الرواية المذكورة.

ومنها: ما رواه الكلينيُّ بسنده عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (ع) قال: قال أميرُ المومنين (ع): "استجادةُ الحِذاء وِقايةٌ للبدَنِ وعَونٌ على الصلاةِ والطَهور"(2).

ومنها: ما رواه الصدوق في الفقيه قال: قال رسولُ الله (ص): "من أرادَ البقاءَ ولا بقاء فليُباكِر الغداء، وليُجوِّد الحِذاء، وليُخفِّف الرداء .."(3).

وأمَّا وجهُ المناسبة بين تجويدِ الحِذاء وبين المكيدة للعدو فهو أنَّ لبس ما يلبسه ذوو الشأن يبعثُ في نفس العدو الهيبةَ، لانَّ العدوَّ -نظراً لِضِعتِه- يقوِّم الآخرين بمظاهرهم.

ثم إنَّ تجويد الحذاء يؤدِّي إلى الاستقامة والاتِّزان في المشي وهذا بخلاف ما لو كان الحذاء واسعاً أو ضيِّقاً او غير متناسب، وإذا كان المشي متَّزناً فإنه يبعث على الوقار وذلك يغيظ العدو ويُحدِث في نفسِه المهابة نظراً لخسَّته واهتمامه بالمظهر.

وقد ورد في بعض الروايات إنَّ تجويد الحذاء مكبتةٌ للعدو، وذلك لأنَّ الظهور بالمظهر اللائق يغيظُ العدو ويُسيئُه.

والحمد لله رب العالمين

الشيخ محمد صنقور


1- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج5 / ص61.

2- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج5 / ص60.

3- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج5 / ص61.