معنى: (مَن أحدثَ ولم يتوضْأ فقدْ جَفَاني)

المسألة:

عن الحسن بن محمد الديلمي قال: قال النبيُّ (ص): يقول اللهُ تعالى: "مَن أحدثَ ولم يتوضأْ فقد جَفاني، ومَن أحدَث وتوضأ، ولم يصلِّ ركعتين فقد جَفاني، ومَن أحدثَ وتوضأَ، وصلَّى ركعتين، ودعاني ولم أجبْه فيما سألني من أمر دِينِه ودنياه، فقد جفوتُه، ولستُ بربٍّ جاف"(1).

فما مدى صحَّة هذا الحديث؟، وهل يجبُ عليَّ كلَّما بطلَ وضوئي أنْ أجدِّدَه؟

الجواب:

هذا الحديث من الأحاديث القدسيَّة، وقد رواه الحسن بن محمد الديلمي مرسلاً في كتاب الإرشاد، فهو ضعيفٌ من جهة السند إلا أنَّ الفقهاء يتسامحون في أسناد الروايات الأخلاقية، ومفاد الحديث هو استحبابُ تجديد الوضوء بعد كلِّ حدث، واستحباب التقرُّب إلى الله تعالى بركعتين بعد كلِّ وضوء، واستحباب الدعاء بعد كلِّ صلاة ركعتين، وقد اشتمل الحديث على وعدٍ بالاستجابة للدعاء اذا التزم المؤمنُ بهذا الأدب النبويِّ إلا أنَّ ذلك لا يعني انَّ الاستجابة حتميَّة وإنَّما هي اقتضائية لإمكانية أنْ يمنع من الاستجابة مانعٌ يعلمُه الله جلَّ وعلا.

والحديث لا يقتضي وجوب كلِّ ذلك وانَّما يقتضي الاستحباب والرجحان، فمن لم يكن بوسعه الالتزام بالصلاة بعد كلِّ وضوء فليلتزمْ بالوضوء بعد كلِّ حدَثٍ، ومن لم يسعه الوضوء بعد كلِّ حدَثٍ فليكن ذلك منه اذا وسعَه، فإنَّ الوضوء بعد الحدث والصلاة من القُربات لله تعالى، فكلَّما ازداد منها المؤمن ازداد خيراً إلا أنَّه لو لم يلتزم لم يكن موزوراً.

والحمد لله رب العالمين

الشيخ محمد صنقور


1- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج1 / ص382.