الأوقاتُ التي يُكرهُ فيها النوم

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهمَّ صلِّ على محمد وآل محمد

المسألة:

هل هناك أوقاتٌ أو ساعات في اليوم يُكره فيها النوم فمثلاً سمعتُ أنَّه يكره النوم بعد صلاة الفجر دون عذر؟

الجواب:

نعم ورد في الروايات أنَّ من الساعات التي يكون فيها النوم مرجوحاً هي التي تكون بين الطلوعين أي من بعد طلوع الفجر إلى طلوع الشمس.

فمن هذه الروايات معتبرة محمد بن مسلم عن أحدِهما (ع) قال: سألتُه عن النوم بعد الغداة فقال: "إنَّ الرزقَ يُبسطُ تلك الساعة فأنا أكرهُ أنْ ينامَ الرجلُ تلك الساعة"(1).

ومنها: ما رواه الصدوق رحمه الله قال: قال الصادق (ع): نومةُ الغداة مشؤومة تطردُ الرزق وتُصفرُ اللون وتُقبِّحه وتغيِّره، وهو نومُ كلِّ مشوم، إنَّ اللهَ تعالى يقسم الأرزاقَ ما بين طلوعِ الفجر إلى طلوع الشمس فإيَّاكم وتلك النومة"(2).

وورد أيضاً ما يظهرُ منه مرجوحيَّة النوم بعد العصرِ وبين العشائين.

فممَّا ورد في ذلك ما رواه الشيخ الصدوق (رحمه الله تعالى) عن الإمام الباقر (ع) أنَّه قال: "النومُ أولَ النهار خَرَقٌ، والقائلةُ نعمة، والنومُ بعد العصر حُمْق، والنومُ بين العشاءين يحرمُ الرزق"(3).

ومعنى الخرق هو الحماقة وضعفُ العقل، وقد يُطلقُ ويُراد منه الفقر، وعليه فمعنى الفقرة الأولى هو أنَّ النوم بين الطلوعين يُساهم في تبلُّد الذهن أو أنَّه يحرم من البركةِ في الرزق، والمراد من القائلة هي نومة الظهيرة، وهي نعمةٌ بحسبِ الرواية، وفي ذللك تعبير عن رجحان النوم وحسنه في وقت الظهيرة، وأمَّا النومُ بعد العصر فهو يُفضي بحسبِ الرواية إلى تبلُّد الذهن أو إلى تكدُّر المزاج.

والحمد لله رب العالمين

الشيخ محمد صنقور


1- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج6 / ص496.

2- بحار الأنوار -العلامة المجلسي- ج110 / ص225.

3- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج6 / ص503.