السُّنَّة في تَسْمـِيت العاطس

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهمَّ صلِّ على محمد وآل محمد

المسألة:

ما هي السُّنَّة عندما يعطس عندك إنسان؟ وهل يختلفُ ذلك باختلاف العاطس؟

الجواب:

السُّنَّة هي أنْ تقولَ له: "يرحمُكم الله" أو "يرحمُك الله " كما أُفيد ذلك في مثل رواية الشيخ الصَّدوق في الخصال في الحديث المعروف بحديث الأربعمائة المعتبر عن أبي جعفر عن آبائه (ع) قال: قال أمير المؤمنين (ع): "إذا عطس أحدُكم فسمِّتوه، قولوا: يرحمُكم الله ويقولُ هو لكم: يغفرُ اللهُ لكم ويرحمُكم، قال الله تعالى: ﴿وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ..﴾(1)"(2).

و في رواية الكلينيِّ بسندٍ مُعتَبَرٍ عن جرَّاح المدائني قال: قال أبو عبد الله (ع): "للمسلم علي أخيه المسلم من الحقِّ أنْ يُسلِّم اذا لقيَه، ويعودَه إذا مرض، وينصحَ له إذا غاب، ويُسمِّتَه إذا عطس، يقول: الحمدُ لله ربِّ العالمين لا شريكَ له، ويقول: يرحمُك الله .."(3).

وكذلك من السُنَّة أنْ يحمدَ مَن عَطس عنده أحدٌ ربَّه ويُصلِّي على النبيِّ وآله (ص) كما في رواية المدائني وغيرها، وكذلك هو مستحب وإنْ كان في الصلاة بل يُستحب له ذلك حتى ولو كان العاطس بعيداً عنه وقد سمعه يعطسُ، فقد أفادت ذلك روايات عديدة:

منها: ما رواه الكلينيُّ بسندٍ معتبرٍ عن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) قال: "قلتُ له: أسمعُ العطسةَ وأنا في الصلاة فاحمدُ الله، وأُصلِّي علي النبيِّ (ص)؟ قال: نعم، وإذا عطس أخوك وأنت في الصلاة فقل: الحمدُ لله وصلَّى الله على النبيِّ وآله وإنْ كان بينَك وبين صاحبك اليَم"(4).

ومنها: ما رواه الكليني بسندٍ معتبر عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله (ع) قال: "قال رسول الله (ص): اذا عطس الرجلُ فسمِّتوه ولو كان من وراء جزيرة" وفي روايةٍ: ولو من وراء البحر(6) والغرض من هذا البيان هو المبالغة في التعبير عن شدَّة المحبوبيَّة لهذه السنَّة.

اختلاف التَّسميت باختلاف العاطس:

وأمَّا أنَّه هل تختلف كيفيَّة التَّسميت باختلاف العاطس فالجواب أنَّه أورد الحسن بن الفضل الطبرسي في مكارم الأخلاق روايةً عن عبد الله بن أَبِي يعفور عن الإمام الصَّادق (ع) أنَّه قال: ".. وإذا أراد تسميت المؤمن فليقل يرحمك الله، وللمرأة عافاكِ الله، وللصَّبيّ زرعَك الله، وللمريض شافاك الله، وللذِّمِّيّ هداك الله، وللنَّبيّ والإمام صلَّى الله عليك، وإذا سمَّتَهُ غيرُهُ فليردَّ عليه وليقل: يغفرُ اللهُ لنا ولكم"(7).

والحمد لله رب العالمين

الشيخ محمد صنقور


1- سورة النساء / 86.

2- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج12 / ص89.

3- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج12 / ص86.

4- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج7 / ص271-272.

5- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج7 / ص272.

6- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج12 / ص87.

7- مستدرك الوسائل -الميرزا النوري- ج8 / ص382.