كراهةُ النّذر الدّائم

المسألة:

هل النّذر مكروه؟! وكيف يكونُ مكروهًا وقد فعله أهل البيت (ع) وقد مدحهم القرآن بقوله في سورة الإنسان: ﴿يُوفُونَ بِالنَّذْرِ ..﴾(1)؟ أفيدونا وفقكم الله لكل خير.

 

الجواب:

أفاد صاحبُ الوسائل (رحمه الله تعالى) أنَّ النذر يكونُ مكروهًا إذا كان الإيجاب به على النفس بنحو الدوام، وأمَّا اجتلاب الخير واستدفاع الشرِّ بالنذر غير الدائم فهو ليس مكروهًا بل هو مستحب(2).

 

واستُدلَّ على كراهة النذر الدائم بموثَّقة إسحاق بن عمَّار قال: "قلتُ لأبي عبد الله (ع) إنِّي جَعلت على نفسي شكرًا لله ركعتين أُصلِّيهما في السفر والحضر أفأصلِّيهما في السفر بالنهار؟ فقال (ع): نعم، ثم قال (ع): إنِّي لأكره الإيجاب أنْ يُوجب الرجل على نفسه"(3).

 

فإسحاقُ بن عمَّار أوجب على نفسِه ركعتين طوال حياتِه في السفر والحضر، وذلك هو القدر المتيقَّن ممَّا هو مرجوح وكذلك فإنَّ النذر بما يكون الوفاء به مُستثقَلًا داخلٌ ظاهرًا فيما هو مكروهٌ من النذر، وأمَّا ما عدا ذلك ففعلُ المعصوم (ع) يدلُّ على رجحانه ومحبوبيَّتِه، وبه يندفعُ إشكالكم.

 

والحمد لله رب العالمين

 

الشيخ محمد صنقور


1- سورة الإنسان / 7.

2- لاحظ: وسائل الشيعة -الحرّ العامليّ- ج 22 / ص 303.

3- تهذيب الأحكام -الشّيخ الطّوسيّ- ج8 / ص304.