مضاعفةُ عددِ النافلة لمَن صلَّاها جالسًا

 

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهمَّ صلِّ على محمد وآل محمد

 

المسألة:

إذا صلَّى أحدُهم النافلة من جلوس فهل يصلِّي الركعتين أربعًا أو أنَّه لا يُشرع له ذلك غايته أنَّ ثواب الجالس يكون على النصف من صلاة القائم؟

 

الجواب:

إذا صلَّى النافلةَ من جلوسٍ فإنَّ كلَّ ركعتين منها تُحسب واحدةً ثوابًا، وإذا أراد إدراكَ ثوابَ صلاةِ القائم فإنَّ عليه أنْ يُضيفَ إلى كلِّ ركعتين ركعتين بتشهدين وتسليمتين، فإذا كانت النافلة أربع ركعات كنافلة المغرب فإنَّه يُضيف إلى الأربع أربعًا، كلُّ ركعتين على حدة، ولا يلزمُه ذلك، فله الاقتصارُ على العدد الموظَّف للنافلة دون أنْ يُضيفَ إليها مثلَه إلا أنَّه لا يُدرك بذلك إلا نصفَ ثوابِ القائم.

 

ويدلُّ على ما ذكرناه عددٌ من الروايات الواردة عن أهل البيت (ع):

 

منها: صحيحة عليِّ بن جعفر في كتابه عن أخيه قال: سألتُه، عن المريض إذا كان لا يستطيعُ القيام كيف يُصلِّي؟ قال: يُصلِّي النافلة وهو جالسٌ، ويحسبُ كلّ ركعتين بركعةٍ، وأمَّا الفريضةُ فيحتسبُ كلَّ ركعةٍ بركعةٍ وهو جالسٌ إذا كان لا يستطيعُ القيام"(1).

 

ومنها: معتبرة محمد بن مسلم قال: سألتُ أبا عبد الله (عليه السلام) عن رجلٍ يكسلُ أو يضعُفُ فيصلِّي التطوعَ جالسًا؟ قال: يُضعِفُ ركعتين بركعةٍ"(2).

 

ومنها: معتبرة الحسن بن زياد الصيقل قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): إذا صلَّى الرجلُ جالسًا وهو يستطيعُ القيام فليُضعِف"(3).

 

فمقتضى صحيحة عليِّ بن جعفر هو أنَّ مَن يُشرَع له مضاعفة النافلة لإدراك ثوابِ القائم هو المريض إلا أنَّ معتبرة محمد بن مسلم تقتضي شمول ذلك للكسلان، ونظرًا لكون مُعتبرة محمد بن مسلم صريحةٌ في المشروعيَّة لمثل الكسلان فلا بدَّ من رفع اليد عن الظهور البدوي لصحيحة عليِّ بن جعفر في اقتصار المشروعيَّة على المريض بل قد يُقال إنَّ الصحيحة لا ظهور لها في اختصاص المشروعيَّة بالمريض لأنَّ التخصيص جاء في سؤال الراوي ولم يكن في جواب الإمام (ع) غايته أنَّ الصحيحة لا تدلُّ على المشروعيَّة لغير المريض فهي ساكتةٌ عن غير هذا الفرض فلا تكونُ معارِضة لمثلِ معتبرة محمد بن مسلم ولا مقيِّدة لمعتبرة الصيقل.

 

والمتحصَّل هو أنَّه يصحُّ لكلِّ من صلَّى النافلة من جلوس أنْ يُضيف إلى عددِها مثلَه إذا أرادَ إدراك ثوابِ النافلةِ عن قيامٍ حتى لو كانت صلاته من جلوس وقعت من غير علَّة.

 

والحمد لله ربِّ العالمين

 

الشيخ محمد صنقور


1- مسائل عليّ بن جعفر -عليّ بن الإمام جعفر الصّادق (ع)- ص172.

2- الاستبصار -الشّيخ الطّوسيّ- ج1 / ص293، تهذيب الأحكام -الشّيخ الطّوسيّ- ج2 / ص166.

3- الاستبصار -الشّيخ الطّوسيّ- ج1 / ص294، تهذيب الأحكام -الشّيخ الطّوسيّ- ج2 / ص166.