(أهل الكبرياءِ والعظمة) بعد الركوع

 

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهمَّ صلِّ على محمد وآل محمد

 

المسألة:

سؤالي يتعلَّقُ بعبارة (أهل الكبرياء والجود والجبروت) التي اسمعُ بعضَ المشايخ يُردِّدها عند القيام من الركوع في بعض الركعات في صلاة الجماعة:

 

1- ما معنى هذه العبارة؟

2- هل يُستحب ترديدُها عند القيام من كلِّ ركوع؟

3- وإنْ كان يُستحب، فهل يختصٌّ ذلك بالإمام أو يشمل المأموم والمنفرد؟

4- هل يمكن ترديدُها في جميع الركعات؟

 

الجواب:

1- معنى ذلك أنَّ الكبرياءَ والرفعةَ الحقيقيَّة والكاملة لله تعالى وحده، فهو دونَ سواه أهلٌ ومستحِقٌّ لهذه الصفة، وكذلك هي صفةُ الجودِ والكرم وصفةُ الجبروت والتي تعني القاهريَّة.

 

2- نعم ورد استحبابُها بعد رفع الرأس من الركوع والاِنتصاب وقول: (سمِعَ اللهُ لمن حمِدَه) إلا أنَّ صورتها هي: (أهل الكبرياءِ والعظمَةِ والجودِ والجَبروت) كما هي في مصباح المتهجِّد للشيخ الطوسي (رحمه الله)(1).

 

وهناك صورةٌ أخرى رواها الشهيدُ في الذكرى عن الإمام الصادق (ع) أنَّه كان يقول بعد رفع رأسِه: "سمِعَ اللهُ لمَن حمِدَه، الحمدُ لله ربِّ العالمينَ الرحمنِ الرحيمِ بحولِ الله وقوتِه أقومُ وأقعُدُ، أهلَ الكبرياءِ والعظمةِ والجبروت"(2).

 

وروى العلَّامة الحلِّي في تذكرة الفقهاء عن الإمام الباقر (ع) قال: "ثم قل: سمِعَ اللهُ لمَن حمِدَه، أهلَ الجودِ والكبرياءِ والعظمة"(3). ويصحُّ الإتيان بأيِّ واحدٍ من هذه الأذكار برجاء المطلوبيَّة.

 

3- نعم يحسن الإتيان بها للإمام والمأموم والمُنفرد، فقد أفاد المحقِّقُ في المعتبر -كما في الذكرى- عن الشيخ في كتاب الخلاف: (أنَّ الإمام والمأموم يقولان: الحمَدُ لله ربِّ العالمين، أهلَ الكبرياءِ والعظمةِ بعد السمعلة) قال: وهو مذهبُ علمائنا(4).

 

4- نعم يحسنُ الإتيانُ بها عند الاِنتصاب من جميع الركوعات إلا أنَّه لا مانع من الاقتصار على الركعةِ الأخيرة.

 

والحمد لله ربِّ العالمين

 

الشيخ محمد صنقور

 

1- مصباح المتهجِّد -الشيخ أبو جعفر الطوسي- ص38.

2- ذكرى الشيعة -الشهيد الأول- ج3 / ص378، وسائل الشيعة -الحر العاملي - ج6 / ص322.

3- تذكرة الفقهاء -العلامة الحلِّي- ج3 / ص181، المستدرك عن المحقق في المعتبر -المحدث النوري- ج4 / ص432.

4- ذكرى الشيعة -الشهيد الأول- ج3 / ص378.