ما معنى قصد القربةِ المُطلَقة

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهمَّ صلِّ على محمد وآل محمد

المسألة:

ما معنى قصد القربة المُطلَقة؟

الجواب:

المُراد من قصد القُربة المُطلقة هو أنَّ الفعل إذا كان من الأفعال القُربيَّة، وكان مأموراً به على أيِّ حال ولكن وقع الشك في استحبابه في موردٍ خاص، فإنَّ للمكلف أنْ يأتي بالفعل متقرِّبًا به إلى الله تعالى دون قصد الاستحبابِ الخاص. 

وكذلك إذا كان الفعل مطلوبًا للمولى يقينًا أو تعبُّداً ووقع الشكُّ في وجوبه أو استحبابه فإنَّ للمكلَّف أنْ يأتيَ به بقصد القُربة دون قصد الوجوب أو الاستحباب، فالإطلاق من جهة عدم قصد الوجوب أو الاستحباب.

ومثالُ الفرض الأول هو أنَّ المكلَّف إذا أحرزَ استحباب الذكر لله تعالى مطلقًا في الصلاة وخارج الصلاة إلا أنَّه شكَّ في استحباب ذكرٍ خاص في موضعٍ خاص من الصلاة فإنَّ له أنْ يأتي بذلك الذكر في ذلك الموضع بقصد القُربة المُطلقة أي بقطع النظر عن استحبابه الخاص في ذلك الموضع أو عدم استحبابِه. ويمكن التمثيل كذلك بالصوم فإنَّه مستحبٌ في مطلق أيام السنَّة ، فلو وقع الشك في استحبابه الخاص يوم الغدير مثلاً ولم يتهيأ للمكلف احراز الاستحباب الخاص لصوم يوم الغدير فإنَّ له أن يصوم ذلك اليوم بقصد القربة المطلقة غير المقيَّدة بالاستحباب الخاص . 

ومثالُ الفرض الثاني هو ما إذا أحرزَ المُكلَّف مطلوبيَّة الحجِّ ولكنَّه شكَّ في وجوبه في حقِّه أو عدم وجوبِه فإنَّ له أنْ يأتي به بقصد القربة المُطلقة أي دون قصد الوجوب أو الاستحباب. وكذلك يمكن التمثيل بزكاة الفطرة بعد فوات الوقت فإنَّه لو وقع الشك أنَّ على المكلَّف إخراجها أو يسقط الوجوب عنها بخروج الوقت فإنَّ له إخراجها بقصد القربة المطلقة أي دون قصد الوجوب أو الاستحباب ودون قصد عنوان كونها فطرة واجبة . 

والحمد لله ربِّ العالمين

الشيخ محمد صنقور