معنى: (حسن السَّمْتِ في الوجه)

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهمَّ صلِّ على محمد وآل محمد

المسألة:

قال (ع): "خمسٌ لا يجتمعن إلا في مؤمنٍ حقَّاً يُوجب الله له بهنَّ الجنَّة الفقه في الإسلام و الورع في الدين و النور في القلب و حسن السَّمت في الوجه ..". ما المراد بـ"حُسن السَّمْت في الوجه"؟

الجواب:

الحديث مرويٌّ عن النبيِّ (ص) ونصُّه: "خمسٌ لا يجتمعنَ إلا في مؤمنٍ حقاً، يُوجب الله بهنَّ الجنة: النورُ في القلب، والفقهُ في الإسلام، والورعُ في الدين، والمودَّة في الناس، وحُسنُ السَّمْت في الوجه"(1).

الظاهر أنَّ المراد من حُسن السَّمْت في الوجه هو أنَّ على وجهه سيماءَ أهل الخير والصلاح، كما يُقال ذلك أيضاً لمَن عليه آثار السكينة والوقار والهيبة، فرجلٌ حسَن السَّمت أي أنَّه حسنُ الهيئة بمعنى أنَّ عليه آثار السكينة والوقار، ويُقال كذلك للمقتصِد في مشيه أنَّه حسنُ السَّمِت، كما يُوصف المستقيم في دينِه ومذهبِه وطريقتِه بأنَّه حسَنُ السَّمْت، لأنَّ السَّمْتَ في اللَّغة يُستعمل في الطريق، فحسَنُ السَّمْت هو مَن كان طريقه مستقيماً ودينُه الذي يعتمدُه قويماً.

ويؤيد هذا المعنى ما ورد في رواية عَبْدِ اللَّه بْنِ سِنَانٍ قَالَ: قُلْتُ لأَبِي عَبْدِ اللَّه (ع): جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّي لأَرَى بَعْضَ أَصْحَابِنَا يَعْتَرِيه النَّزَقُ والْحِدَّةُ والطَّيْشُ فَأَغْتَمُّ لِذَلِكَ غَمّاً شَدِيداً، وأَرَى مَنْ خَالَفَنَا فَأَرَاه حَسَنَ السَّمْتِ قَالَ (ع): لَا تَقُلْ حَسَنَ السَّمْتِ، فَإِنَّ السَّمْتَ سَمْتُ الطَّرِيقِ ولَكِنْ قُلْ حَسَنَ السِّيمَاءِ.." (2)

والحمد لله ربِّ العالمين

الشيخ محمد صنقور

 

1- بحار الأنوار -العلامة المجلسي- ج74 ص170، معدن الجواهر -أبو الفتح الكراجكي- ص49.

2- الكافي - الكليني- ج2/ 4