معنى ما رُوي أنَّ: "المرأة شر"
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهمَّ صلِّ على محمد وآل محمد
المسألة:
ما معنى وصحَّة الحديث القائل أنَّ: "المرأة شرٌّ كلُّها، وشرُّ ما فيها أنَّه لا بدَّ منها"(1)؟
الجواب:
ليس المقصودُ من إسناد الشرِّ إلى المرأة هو ذات المرأة، فالمرأة كالرجل قد تكون صالحةً وخيِّرة، وقد لا تكون كذلك، وإنَّما المقصود من أنَّ المرأة شرٌّ هو أنَّها تكون سبباً لوقوع الشرور، فالرغبةُ الجامحة للرجل في المرأة كانت على مدى التاريخ سبباً في وقوع الغزوات والحروب والنهب والسلب، فالكثيرُ من الاعتداءات وسفكِ الدماء وهتكِ الأعراض كان بسبب رغبة الرجال في النساء، وكان بسبب دفاع ذوي المرأة عن شرفِهم وأعراضهم، كما أنَّ رغبة الرجل في المرأة تدفعُه في كثيرٍ من الأحيان إلى الكذب والاحتيال والسرقة أو الكدِّ والكدح إلى حدِّ الهلاك، وقد تكون سبباً لقطيعة رحمِه وعقوق والديه، وقد تكون سبباً للغفلة عن عباداته وما يلزمُه فعلُه لدينه ومجتمعه، وكثيراً ما تكون الرغبةُ في المرأة دافعاً لمحاباة الرجل لها ولو على حساب الحق.
فنسبةُ الشرِّ للمرأة لا يُقصد منها ذات المرأة عيناً كما هو الحال في نسبة الفتنة للأولاد، فقد وصفهم القرآنُ الكريم بالفتنة في قوله تعالى: ﴿أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ﴾(2) فوصفُهم بالفتنة ليس لسوءٍ في ذواتهم، إذ المفترض في عنوان الأولاد هو الشمول للصغار منهم -الذين لا ذنبَ لهم- والشمول كذلك للصالحين، فالوصفُ لهم بالفتنة نشأ عن أنَّ الحبَّ الشديد لهم من الأبوين كثيراً مايكونُ دافعاً للاِفتتان عن الحقِّ ومجانبة الصواب ودافعاً للكثير من الفتن، فتعلُّقُ الأب بأولاده مثلاً يدفعُه لفعل كلِّ شيءٍ من أجلهم ولو كان ذلك الفعلُ محرَّماً وقبيحاً.
فقد يكذبُ وقد يسرقُ أو يحتالُ أو يعقُّ والديه أو يهجرُ أهله من أجلهم، وقد يشتغلُ بهم وبشؤونهم عن دينِه والحقوق التي عليه.
وهكذا فقد وصف القرآنُ الأموال بالفتنة ووصفتْها الرواياتُ بالشرور والحال أنَّها أمرٌ جامد لا عقل له، فمنشأُ وصفها بذلك هو أنَّ حاجة الإنسان للأموال وحبَّه لها يدفعُه للوقوع في الشرور.
ولمزيدٍ من التوضيح لاحظ ما ذكرناه في كتابنا مقالات حول حقوق المرأة تحت عنوان (النزعة الذكوريَّة في الخطاب الديني).
والحمد لله رب العالمين
الشيخ محمد صنقور
1- بحار الأنوار -العلامة المجلسي- ج100 / ص252.
2- سورة الأنفال / 28.