هل قال حبيب للحُصين: يا حمار
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهمَّ صلِّ على محمد وآل محمد
السؤال:
لما وقف الحسين (سلام الله عليه) سيد شباب أهل الجنة وأصحابه للصلاة والمعسكر الآخر يرميهم بالسهام ولعين من القوم وهو الحصين بن تميم يقول لهم: (إنها لا تقبل، فقال له حبيب بن مظاهر: زعمت أن الصلاة لا تقبل من آل الرسول وتقبل منك يا حمار). هل هذه العبارة "يا حمار" قالها حبيب؟
الجواب:
اختلفت النصوص التأريخية فيما ردَّ به حبيبُ بن مظاهر (رحمه الله) على الحُصين ففي مثير الأحزان لابن نما الحلّي أنه قال: "لا يُقبل من آل رسول الله (ص) وأنصارهم وتُقبل منك وأنت شاربُ الخمر"(1).
وفي البحار للمجلسي نقلًا عن مقتل محمد بن أبي طالب انَ حبيب (رحمه الله) قال للحصين: "لا تُقبل الصلاة زعمت من ابن رسول الله (ص) وتُقبل منك يا ختَّار"(2) والختَّار هو الغَدَّار.
وفي لواعج الأشجان للسيد محسن الامين انَّه قال له: "يا خمَّار"(3) وفي أعيان الشيعة للسيد محسن الامين أنّه قال له: "يا خمَّار أو يا حمار"(4).
نعم في تاريخ الطبري والكامل في التاريخ لابن الأثير ذكرا أنَّه قال له: "يا حمار"(5).
فلم يُعلم نظرًا لاختلاف النصوص ما الذي قاله حبيبٌ للحُصين، وهل أنَّه وصفه بالحمار أو الختَّار أو الخمَّار، وكيف كان فهو مستحقٌّ لهذه الأوصاف وأشد منها.
قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ﴾(6).
ولا ضير على حبيب لو وصف هذا الفاسق بالحمار فقد شبَّة القرآن الكريم اليهود بالحمار في قوله تعالى: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا﴾(7) وشَّبه القرآنُ بلعم بن عورا بالكلب.
قال تعالى: ﴿فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث﴾(8).
والحمد لله رب العالمين
الشيخ محمد صنقور
1- مثير الأحزان -ابن نما الحلي- ص49.
2- بحار الأنوار -العلامة المجلسي- ج45 / ص21.
3- لواعج الأشجان -السيد محسن الأمين- ص156.
4- أعيان الشيعة -السيد محسن الأمين- ج4 / ص555.
5- تاريخ الطبري -الطبري- ج4 / ص334, الكامل في التاريخ -ابن الأثير- ج4 / ص70.
6- سورة الاعراف / 179.
7- سورة الجمعة / 5
5- سورة الاعراف / 176.