يُدعى به في الشدَّة والفاقة ولسعة الرزق

 

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهمَّ صلِّ على محمد وآل محمد

 

المسألة:

"يَا أَوَّلَ الْأَوَّلِينَ، وَيَا آخِرَ الْآخِرِينَ، وَيَا ذَا الْقُوَّةِ الْمَتِينَ، وَيَا رَاحِمَ الْمَسَاكِينَ، وَيَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ".

هذا الدعاء هل هو مأثور وما مدى صحته؟

 

الجواب:

ورد هذا الدعاء من طُرق العامَّة أورده الطبراني في كتاب الدعاء بسنده عن سويد بن غفلة وهو –كما في الحديث- دعاء علَّمه جبرئيل للنبيِّ (ص) وعلَّمه النبيُّ (ص) السيدة فاطمة (ع) ويدعى بهذا الدعاء عند الفاقة وضيق الرزق: "يَا أَوَّلَ الْأَوَّلِينَ، وَيَا آخِرَ الْآخِرِينَ، وَيَا ذَا الْقُوَّةِ الْمَتِينَ، وَيَا رَاحِمَ الْمَسَاكِينَ، وَيَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ"(1).

 

وأورد هذا الدعاء -مع اختلافٍ يسير- قطبُ الدين الراوندي (رحمه الله) في كتاب الدعوات عن سويد بن غفلة واشتمل على أنَّ هذا الدعاء كلمات للشدة وضيق الرزق علَّمها جبرئيلُ لرسول الله (ص) فعلَّمها ابنته السيِّدة فاطمة (ع) وهو: "يا ربَّ الأولين والآخرين، ويا خير الأولين والآخرين، ويا ذا القوة المتين، ويا راحم المساكين، ويا أرحم الراحمين"(2).

 

وورد للرزق ما يقرب من هذا الدعاء في الكافي للكليني بسندٍ معتبر عن ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ أَبَانٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْمُكَارِي وغَيْرِه عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّه (ع) قَالَ: عَلَّمَ رَسُولُ اللَّه (ص) هَذَا الدُّعَاءَ يَا رَازِقَ الْمُقِلِّينَ يَا رَاحِمَ الْمَسَاكِينِ يَا وَلِيَّ الْمُؤْمِنِينَ يَا ذَا الْقُوَّةِ الْمَتِينَ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وأَهْلِ بَيْتِه وارْزُقْنِي وعَافِنِي واكْفِنِي مَا أَهَمَّنِي"(3).

 

وكذلك ورد في الكافي بسندٍ معتبر عن أَبِي عَلِيٍّ الْخَزَّازِ قَالَ حَضَرْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّه (ع) فَأَتَاه رَجُلٌ فَقَالَ لَه: جُعِلْتُ فِدَاكَ أَخِي بِه بَلِيَّةٌ أَسْتَحْيِي أَنْ أَذْكُرَهَا فَقَالَ لَه: اسْتُرْ ذَلِكَ وقُلْ لَه: يَصُومُ يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ والْخَمِيسِ والْجُمُعَةِ ويَخْرُجُ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ ويَلْبَسُ ثَوْبَيْنِ إِمَّا جَدِيدَيْنِ وإِمَّا غَسِيلَيْنِ حَيْثُ لَا يَرَاه أَحَدٌ فَيُصَلِّي ويَكْشِفُ عَنْ رُكْبَتَيْه ويَتَمَطَّى بِرَاحَتَيْه الأَرْضَ وجَنْبَيْه ويَقْرَأُ فِي صَلَاتِه فَاتِحَةَ الْكِتَابِ عَشْرَ مَرَّاتٍ وقُلْ هُوَ اللَّه أَحَدٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ فَإِذَا رَكَعَ قَرَأَ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً قُلْ هُوَ اللَّه أَحَدٌ فَإِذَا سَجَدَ قَرَأَهَا عَشْرًا فَإِذَا رَفَعَ رَأْسَه قَبْلَ أَنْ يَسْجُدَ قَرَأَهَا عِشْرِينَ مَرَّةً يُصَلِّي أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ عَلَى مِثْلِ هَذَا فَإِذَا فَرَغَ مِنَ التَّشَهُّدِ قَالَ: يَا مَعْرُوفًا بِالْمَعْرُوفِ يَا أَوَّلَ الأَوَّلِينَ يَا آخِرَ الآخِرِينَ يَا ذَا الْقُوَّةِ الْمَتِينَ يَا رَازِقَ الْمَسَاكِينِ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ إِنِّي اشْتَرَيْتُ نَفْسِي مِنْكَ بِثُلُثِ مَا أَمْلِكُ فَاصْرِفْ عَنِّي شَرَّ مَا ابْتُلِيتُ بِه إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"(4).

 

والحمد لله ربِّ العالمين

 

الشيخ محمد صنقور


1- الدعاء – الطبراني- ص319.

2- الدعوات – الراوندي- ص48.

3- الكافي – الكليني- ج2 / ص552.

4- الكافي – الكليني- ج3 / ص477-478.