الحركةُ الإصلاحيَّةُ التي قادَها شُعيبٌ

 

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلِّ على محمد وآل محمد

الْحَمْدُ لِلَّه ربِّ العالمين، الْمُرْتَدِي بِالْجَلَالِ بِلَا تَمْثِيلٍ، والْمُسْتَوِي عَلَى الْعَرْشِ بِغَيْرِ زَوَالٍ، والْمُتَعَالِي عَلَى الْخَلْقِ بِلَا تَبَاعُدٍ مِنْهُمْ ولَا مُلَامَسَةٍ مِنْه لَهُمْ، لَيْسَ لَه حَدٌّ يُنْتَهَى إلى حَدِّه، ولَا لَه مِثْلٌ فَيُعْرَفَ بِمِثْلِه، ذَلَّ مَنْ تَجَبَّرَ غَيْرَه، وصَغُرَ مَنْ تَكَبَّرَ دُونَه، وتَوَاضَعَتِ الأَشْيَاءُ لِعَظَمَتِه، وانْقَادَتْ لِسُلْطَانِه وعِزَّتِه، وكَلَّتْ عَنْ إِدْرَاكِه طُرُوفُ الْعُيُونِ، وقَصُرَتْ دُونَ بُلُوغِ صِفَتِه أَوْهَامُ الْخَلَائِقِ، وأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَه إِلَّا اللَّه وَحْدَه لَا شَرِيكَ لَه، وأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُه ورَسُولُه (ص).

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ من اتّقى الله حقّ تقاته أعطاه الله اُنساً بلا أنيسٍ، وغنىً بلا مالٍ، وعزّاً بلا سلطان.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ ورَسُولِكَ سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ وإِمَامِ الْمُتَّقِينَ ورَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، اللَّهُمَّ وصَلِّ عَلَى عليٍّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ووَصِيِّ رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وصلِّ على السيدةِ الطاهرةِ المعصومة فاطمةَ سيدةِ نساءِ العالمين، وصلِّ أئمةِ المسلمين الحسنِ بنِ عليٍّ المجتبى، والحسينِ بن عليٍّ الشهيد، وعليِّ بنِ الحسينِ زينِ العابدين، ومحمدِ بنِ عليٍّ الباقر، وجعفرِ بنِ محمدٍ الصادق ، وموسى بن جعفرٍ الكاظم ، وعليِّ بن موسى الرضا ، ومحمدِ بن عليٍّ الجواد، وعليِّ بن محمدٍ الهادي، والحسن بن عليٍّ العسكري، والخلفِ الحجَّةِ بن الحسن المهدي صلواتُك وسلامُك عليهم أجمعين.

اللهمَّ صلِّ على وليِّ أمرِك القائمِ المهدي، اللهم افْتَحْ لَه فَتْحاً يَسِيراً وانْصُرْه نَصْراً عَزِيزاً، اللَّهُمَّ أَظْهِرْ بِه دِينَكَ وسُنَّةَ نَبِيِّكَ حَتَّى لَا يَسْتَخْفِيَ بِشَيْءٍ مِنَ الْحَقِّ مَخَافَةَ أَحَدٍ مِنَ الْخَلْقِ

أما بعدُ أيُّها المؤمنون:

فيقولُ اللهُ تعالى يحكي قولَ شعيبٍ (ع) لقومِه: ﴿وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ﴾(1).

تتلخَّصُ الحركةُ الإصلاحيَّةُ التي قادَها شُعيبٌ (ع) في قومِه بحسب ما أفادَه القرآنُ في الدعوة بعد التوحيدِ والعبوديَّةِ الخالصةِ للهِ تعالى تتلخصُ في الدعوةِ إلى إرساءِ العدالةِ الإجتماعيَّةِ ونبذِ الفسادِ بمختلفِ صورِه والإيفاءِ للناسِ بحقوقِهم والنهيِ عن بخسِها وانتقاصِها يقولُ اللهُ تعالى: ﴿وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾(2).

فدعوتُه إلى إرساءِ العدالةِ الإجتماعيَّةِ يُمكنُ استفادتُها من الأمرِ بإقامةِ الميزان والذي هو تعبيرٌ آخرُ عن العدالةِ، فهو (ع) وإنْ كان قد طبَّق الأمرَ بإقامةِ الميزانِ على موردٍ خاصٍّ وهو الوفاءُ في المكيالِ والوزنُ بالقسطاسِ المستقيمِ إلا أنَّ الأمرَ بذلك نشأ عن كونِه مَظهراً من مظاهرِ العدل، فمِلاكُ الأمرِ بالوفاءِ في المكيالِ هو أنَّ الوفاءَ في المكيالِ من مقتضياتِ العدالةِ والبخسَ فيه يَنقضُ ما يقتضيه العدلُ، فالدعودةُ في جوهرِها هي الإرساءُ للعدالةِ الإجتماعيَّةِ في مختلفِ شؤونِ الحياةِ.

وأمَّا الدعوةُ إلى نبذِ الفسادِ فيُستفادُ من قولِه: ﴿وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ﴾ وقولِه في آيةٍ أخرى: ﴿وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ﴾(3) والفسادُ له صورٌ ومظاهرٌ، فكلُّ فعلٍ يتنافى مع الفضيلةِ والصلاحِ فهو مِن الفسادِ، وكلُّ فعلٍ يُفضي إلى كسادٍ أو خَرابٍ أو تَخلُّفٍ أو اضطرابٍ فهو مِن الفسادِ، وشُعيبٌ (ع) ينهى عن كلِّ ذلك، فكما أنَّ قطعَ الطريقِ وارهابَ المُستطرقينَ الذي كان عليه قومُه هو مِن الفساد، فكذلك مقارفةُ الفواحشِ أو تيسيرُ الوصولِ إليها يُعدُّ من الفسادِ ولكنَّه من الفسادِ الأخلاقي، وتعاطي الرشوةِ والاحتكارِ والغشِّ والاحتيالِ من الفسادِ الأخلاقي والإقتصاديِّ، والمحاباةُ في ادارةِ شؤونِ الناسِ والتمييزُ بينهم في المعاملةِ، واستغلالُ الوظيفةِ لتحصيلِ مكاسبَ شخصيَّةٍ من الفساد، وكلُّ ذلك ومثلِه مشمولٌ للنهيِ الواردِ على لسانِ شُعيبٍ (ع): ﴿وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ﴾.

وأمَّا الدعوة إلى الإيفاءِ بحقوقِ الناسِ وعدمِ الاِنتقاصِ منها فمستفادٌ من قوله: ﴿وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ﴾ فالنهيُ عن بخْسِ الناسِ أشياءَهم نهيٌ عن انتقاصِهم حقوقَهم فضلاً عن حرمانِهم منها أو مِن بعضِها.

إذن فالعدالةُ الإجتماعيَّةُ، ونبذُ الفسادِ، والدعوةُ إلى الوفاءِ والرعايةِ لحقوقِ الناسِ، والنهيُ عن بخسِها وانتقاصِها هي منظومةُ القيمِ التي عمِلَ شُعيبٌ (ع) على إرسائِها في مجتمعِة، والواضحُ من هذه القيمِ أنَّ منها ما يتَّصلُ بالإصلاحِ الإقتصاديِّ، ومنها ما يتَّصلُ بالإصلاحِ السياسيِّ، وذلك ما يُعبِّرُ عن أنَّ الدعوةَ للإصلاحِ الإقتصاديِّ والسياسيِّ هي من صُلبِ عملِ الأنبياءِ، فلا يُقال إنَّ الدينَ وحملةَ الدينِ لا شأنَ لهم بالإصلاحِ السياسيِّ والإقتصاديِّ.

والذي يهمُّنا في المقامِ هو الوقوفُ على الكيفيَّةِ التي قابلَ بها قومُ شُعيبٍ دعوتَه، فقد اتَّهموه أولاً في نيِّتِه وأنَّ له غاياتٍ تكمُنُ وراءَ دعوتِه تلك التي يُسمِّيها بالإصلاحِ، ويُعبِّرُ عن ذلك تصدِّيه للدفاعِ عن نفسِه وأنَّه لا ينوي ولا يقصُدُ من دعوتِه إيَّاهم مناكفتَهم والشقاقَ عليهم والخلافَ لهم، وكلُّ قصدِه يتمحَّضُ في الدعوةِ إلى الإصلاحِ الذي أزمعَ أنْ يتحرَّى له غايةَ جهدِه: ﴿وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ﴾ فتلكَ هي غايتي، وليس من شيءٍ أستندُ إليه وأتوكَّلُ عليه وأرجوه لفلاحِ سعيي سوى توفيقِ الله تعالى ومعونتِه.

فهل حظيَ منهم بتصديقٍ أو تقديرٍ أو مُراجعةٍ لمؤدَّى ما يدعو إليه؟!

لم يحظَ بشيءٍ من ذلك، بل كان حظُّه منهم التهكُّمَ والإزدراءَ، واتَّهامَه في عقلِه ﴿قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ﴾(4) أي اتَّهموه بمسٍّ في عقلِه وأنَّ ثمة مَن سَحرَه وعبثَ بعقلِه فدفعَه إلى أنْ يدعوَ إلى ما يُسمِّيه بالإصلاحِ، ثم تجاوزوا ذلك فاتَّهموه في مقاصدِه وصدقِ ما يدَّعيه من الحرصِ على صلاحِهم أو أنَّهم أتَّهموه في صدقِ ما يَعدُهم به من نقماتِ اللهِ تعالى قالوا: ﴿وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ﴾(5) ثم كشفوا له عن منشأ إعراضِهم عن نُصحه، فهم لا يَحفلُونَ بنصائحِه لأنَّه ضعيفٌ بينهم ﴿قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًاوَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ﴾(6).

وهكذا قابلوا دعواتِ الإصلاحِ بالإعراضِ والتشكيكِ في النوايا والإزدراءِ والتهكُّمِ والاستضعافِ والتهديدِ، لكنَّ ذلك لم يُثنِه ولم يَنلْ من عزيمتِه، فخشيَ المنتفعونَ من الوضعِ السائدِ مِن أنْ تلقى دعواتِ شُعيبٍ الإصلاحيَّةَ قبولاً ولو بعد حينٍ، لذلك تصدَّوا للتشويشِ على دعوتِه والتشويهِ لها والتحريضِ عليها بدعوى انَّ القبولَ بما جاءَ به شعيبٌ يُفضي إلى الخُسرانِ وليس إلى الصلاحِ كما يدَّعي، قالوا: ﴿لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْبًا إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ﴾(7) فحذَّروا من الإصغاءِ إلى شُعيبٍ، وغلَّفوا تحذيرَهم بما يَظهرُ منه الإشفاقُ على مجتمعِهم وكُبرائِهم مِن أنْ يقعَوا في الخُسران، وهم يُدركونَ أنَّه لو كان ثمة خُسرانٌ من الاستجابةِ لدعواتِ شُعيبٍ فهو عليهم دونَ مجتمعِهم، فدعواتُ شعيبٍ تَحمي كيانَ مجتمعِهم من الاضطرابِ والضعفِ، ودعواتُ شعيبٍ تُفضي إلى استقرارِ مجتمعِهم ونموِّه وتماسُكِه، ودعواتُ شُعيبٍ تمنحُهم الفضيلةَ والنُبل، لكنَّها تسلبُ المتملِّقينَ امتيازاتِهم، وذلك هو ما يَدفعهم إلى التظاهرِ بالخشيةِ والإشفاقِ على مصالحِ مجتمعِهم العامَّة، وهم في الواقعِ إنَّما يخشون على مصالحِهم الشخصيَّةِ، فذلك هو ما يُغري بهم إلى التحريضِ على دعواتِ شُعيبٍ، وهم بذلك يكونونَ قد فوَّتوا على مجتمعِهم الخيرَ كلَّ الخيرِ الذي حرصَ شعيبٌ على إرسائِه فيهم يقولُ اللهُ تعالى: ﴿الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَانُوا هُمُ الْخَاسِرِينَ﴾(8) فالخاسرُ هو من يُعرضُ عن دعواتِ الإصلاحِ، والخاسرُ هو مَن يحولُ دونَ الإستجابةِ لدعواتِ الإصلاحِ.

ولهذا خاطبَ شعيبٌ قومَه ناصحاً لهم بأنْ لا تحملُهم الخصومةُ على الغفلةِ عن صلاحِ ما يدعوهم إليه فيصيبُهم بذلك ما قضتْه سُننُ اللهِ تعالى في عبادِه حين أعرضوا عن معالمِ دينِه، يقولُ اللهُ تعالى على لسانِ شُعيبٍ (ع): ﴿وَيَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ﴾(9).

لكنَّهم لم يحفلوا بتحذيرِه بل لم يقبلوا منه الاستمرارَ بتصديعِ رؤوسِهم بمواعظِه، فهل كان عليه أنْ يَسكتَ فيقنعوا؟! يظهرُ من الآياتِ أنَّ سكوتَه وحدَه لا يُقنعُهم حتى يخوضَ فيما يخوضونَ فيه، حينذاكَ سيكونُ مَرضيَّاً عندَهم وإلا فهو مسخوطٌ عليه يستحقُّ وأتباعَه الطردَ أو الإقصاءَ، قالوا: ﴿لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا﴾(10) فلن تكونَ مَرضيَّاً عندنا معافى من سَخطِنا حتى تخوضَ فيما نَخوضُ وترضى بما نرضاهُ لك.

﴿قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ / قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا / وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ﴾(11).

والحمد لله ربِّ العالمين

 

خطبة الجمعة - الخطبة الثانية - الشيخ محمد صنقور

3 من شعبان المعظَّم 1444هـ - الموافق 24 فبراير 2023م

جامع الإمام الصّادق (عليه السلام) - الدّراز

-------------------------------------

1- سورة هود / 88.

2- سورة الأعراف / 84.

3- سورة هود / 85.

4- سورة الشعراء / 185.

5- سورة الشعراء / 186.

6- سورة هود / 91.

7- سورة الأعراف / 90.

8- سورة الأعراف / 92.

9- سورة هود / 89.

10- سورة الأراف / 88.

11- سورة الأعراف / 89.