رواياتٌ تُؤكِّد إيمان أبي طالب

 

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلِ على محمد وآل محمد

 

المسألة:

اذكر بعض الأدلة التي تُؤكِّد إيمان أبو طالب؟

 

الجواب:

أقول: أمَّا من طُرِقنا فقد تواترت الأخبار عن أهل البيت (ع) في إيمان أبي طالب (ع) بل ورد عنهم (ع) أنَّه كان من الأولياء.

 

ولا بأس بنقل روايتين في ذلك:

الأولى: وردت في أمالي الطوسي في المجلس الحادي عشر الحديث 59 والمجلس الأربعين الحديث الثاني عن أبي عبدالله (ع) عن آبائه (ع) قال: كان أمير المؤمنين ذات يوم جالساً بالرحبة والناس حوله مجتمعون، فقام إليه رجلٌ فقال: يا أمير المؤمنين إنَّك بالمكان الذي أنزلك الله عزَّ وجل وأبوك يُعذَّب بالنار، فقال (ع) له " مه فضَّ الله فاك، والذي بعث محمداً (ص) بالحق نبياً لو شفع أبي في كلِّ مذنبٍ على وجهِ الأرض لشفَّعه الله تعالى فيهم ثم قال: والذي بعث محمداً (ص) بالحقِّ نبيَّاً إنًّ نور أبي طالب يوم القيامة ليطفئ أنوارَ الخلق إلا خمسة أنوار .."(1).

 

 

الثانية: وردت في أمالي الصدوق المجلس 76 الحديث الرابع والفصول المختارة للشيخ المفيد عن الصادق (ع) قال: " أولُ جماعة كانت أنَّ رسول الله كان يُصلِّي وأمير المؤمنين عليُّ بن أبي طالب (ع) معه إذ مرَّ أبو طالب وجعفرٌ معه فقال: يا بُني صلِّ جناح ابن عمك، فلما أحسَّ رسولُ الله (ص) تقدَّمهما وانصرف أبو طالب مسروراً هو يقول:

 

إنّ عليَّاً وجعفراً ثقتي عند مُلمِّ الزمان والكُرب ** واللهِ لا أخذل النبيَّ ولا يخذلُه من بَنيَّ ذو حسب(2)

 

تُلاحظون أنَّ أبا طالبٍ (ع) وصف الرسول (ص) بالنبيِّ وهو علامة بيِّنة على الإيمان.

 

وثمة رواياتٌ وردت في كتب القوم تدل على إيمان أبي طالب:

منها: ما رواه البخاري في التاريخ الكبير من طريق طلحة بن يحيى عن موسى بن طلحة عن عقيل ابن أبي طالب قال: قالت قريش لأبي طالب: إنَّ ابن أخيك هذا قد آذانا فذكر القصَّة فقال: يا عقيل ائتني بمحمد فقال: فجئتُ به في الظهيرة فقال: إنَّ بني عمِّك هؤلاء زعموا أنَّك تُؤذيهم فانتهِ عن أذاهم فقال " أترونَ هذه الشمس فما أنا بأقدر على أنْ أدع ذلك" فقال: أبو طالب والله ما كذب أبنُ أخي قط فارجعوا"(3).

 

وأورده الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين إلا أنَّه ورد فيه: "فقال أبو طالب: ما كذبنا ابن أخي قطُّ فارجعوا"(4).

 

فالواضح من الرواية أنَّ أبا طالبٍ (ع) كان على يقينٍ من صدق ابن أخيه فيما يدَّعيه، وهو إنَّما يدَّعي النبوَّة والرسالة التي لا يقدر أنْ يدع الجأر بها، كما هو مفاد الرواية، فأبو طالب (ع) مصدِّق للنبيِّ (ص) في أنَّه مكلَّف بأداء الرسالة، ولذلك قال لقريش ارجعوا فإنَّه لا يسعه نهيه عن أداء ما كُلِّف به. وهل الإيمان إلا التصديق بنبوَّة النبيِّ (ص) والتصديق بما جاء به؟! 

 

هذا وقد صُنفت كتبٌ كثيرة في إيمان أبي طالب (ع) واستُعرضت فيها الروايات والأدلة على إيمانه فيُمكن مراجعتها منها كتاب إيمان أبي طالب، ومنها كتاب أبو طالب مؤمن قريش، ويمكن مراجعة ديوان شيخ الاباطح أبي طالب.

 

والحمد لله ربِّ العالمين

الشيخ محمد صنقور

4 / نوفمبر/ 2008م

---------------------------

1- الأمالي -الطوسي- ص305، الاحتجاج -الطبرسي- ج1 / ص241.

2- الأمالي -الصدوق- ص598، الفصول المختارة -المفيد- ص171.

3- التاريخ الكبير -البخاري- ج7 / ص51.

4-المستدرك على الصحيحين -النيسابوري- ج3 / ص577، المعجم الكبير -الطبراني-ج17 / ص192، دلائل النبوة -البيهقي- ج2 / ص187.