أسئلة الجامعيات (1)

س1:

كلية العلوم الصحية تفتقر إلى مصلى، وعلى ذلك تلجأ الطالبات إلى الصلاة داخل الصفوف الدراسية علماً بأنَّها لا تضمن أن تكون دون مرأى من الجميع (الرجال) فهل يجوز لها الصلاة؟

 

ج1:

إذا كانت لا تأمن من وجود الناظر الأجنبي فالأحوط لزوماً -مع سعة الوقت- تأخير الصلاة إلى أنْ تذهب إلى بيتها، نعم لو أمكنها أنْ تجد محلاً لا يدخله الرجال الأجانب فالأفضل لها تعجيل أداء الصلاة.

 

س2:

هل الكلام مع الشباب في الجامعة بدافع السؤال عن شيء يتعلَّق بأمور الجامعة (الدراسية) يجوز؟ (بكل أدب)، هل التكلم مع الأجنبي حرام؟

 

ج2:

يجوز للمرأة أنْ تتكلم مع الرجل الأجنبي فيما يتَّصل بشؤون الدراسة والعمل ولكن بشرط أنْ يكون ذلك بطريقة محتشمة وأنْ لا تكون بينهما خلوة وأنْ لا ترقِّق له في الكلام، فإنَّ ذلك قد يُنتج آثاراً سيئة تمسُّ بالدين والشرف قال تعالى: ﴿فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ﴾(1) فلا بد وأن يكون الكلام بصورة متَّزنة ولائقة بمقام المرأة العفيفة حتى وإنْ كان يرتبط بشؤون الدراسة أو العمل.

 

س3:

ما هي حدود العلاقة بين الرجل والمرأة في الإنترنت؟

 

ج3:

لا أرى مبرراً لتكوين علاقة بين الرجل والمرأة في الإنترنت لأنَّ ذلك قد يُفضي إلى تطوُّر العلاقة واتخاذها منحىً سيئاً، فالعلاقة قد تبدأ نزيهةً وشريفة لكنَّها قد تنتهي إلى الغرام وما يسمَّى بالحب ثم لا تقف عند هذا الحدِّ بل قد تنتهي إلى علاقة غير شرعية.

 

فطبيعة المرأة وخصوصاً العذراء تميل لمَن يمتدحها ويثني على جمالها، والرجالُ قادرون على التعبير عن ذلك وبأرقِّ المعاني وبأعذبِ الألفاظ، وذلك إمَّا بدافع الغريزة أو بدافع الخبث، وعندها قد تفقد المرأة صوابها وتتعاطى مع هذه العلاقة بحسن نيَّة ثم لا تثوب إلى رشدها إلا بعد فوات الأوان، وقد يعدُها في بداية الأمر بالزواج إلا أنَّه لا يفي بوعده أو لا يتمكَّن من الوفاء بوعده.

 

ثم إنَّ هنا أمراً لابدَّ من الالتفات إليه وهو أنَّ المرأة لا يمكن أن تتعرَّف على الرجل بواسطة الانترنت، فكثير من الرجال قادرون على إخفاء واقعهم فيظلُّ يسردُ لهذه البنت المسكينة مناقبه ومغامراته المزعومة ويُظهِر لها أنَّه رجل وديعٌ رقيقُ المشاعر وهو يُخفي وراء إهابه روحاً سبُعيَّة ضارية. وأخيراً أذكرُك بقوله تعالى: ﴿وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ﴾.

 

فالشيطان لا يزين الحرام للإنسان من أول الأمر بل يتدرَّج مع الإنسان ويُمَّهد له الطريق لسلوك الحرام فيبدأ معه خطوةً خطوة حتى يُوقعه في الحرام.

 

س4:

في البداية يجب عليكم أو علينا أنْ نحل مشكلة المفارقات بين الشعوب كالعجم والبحرانيين، هناك كثير من أولياء الأمور يرفضون من يتقدم للزواج بسبب أنَّه عجمي والبنت بحرانية أو العكس؟

 

ج4:

إذا كان الرجل مؤمناً متديناً خلوقاً فلا مانع من قبول الزواج منه سواءً كان بحرانياً أو عجمياً وهكذا المرأة وعلى أولياء الأمور أن يتفهموا ذلك فقد قال رسول: "المؤمن كفؤ المؤمنة" وقال (ص): "إذا جاءكم مَن ترضون دينه وخلقه فزوِّجوه إلا تفعلوا يكن فساد في الأرض".

 

س5:

ما حكم تحدّث الفتاة مع الفتى كتابياً عبر الإنترنت مع العلم أنَّ العلاقة أخويَّة ولا يُسئ لشرف الفتاة؟

ج5:

العلاقة قد تبدأ أخويَّة إلا أنَّها قد تنتهي إلى علاقة غرامية ثم أنَّه لا مبرِّر لذلك فيمكن للمرأة أنْ تتطلع على أراء الرجال بطرقٍ أخرى وإذا أرادت أنْ تملأ فراغها فلتكوِّن علاقة مع امرأة مثلها، والإصرار على تكوين علاقة مع رجل أجنبي بزعم الأخوة يُخفي وراءه دوافع باطنية قد لا تستشعرها المرأة إلا بعد تطور العلاقة واتِّخاذها منحىً آخر.

 

(أرجو مراجعة جواب السؤال الثالث).

 

س6:

عباءة الكتف من ناحية شرعية غير محرمة بضوابط شرعية معينة، فما هي هذه الضوابط، ولماذا ينظر لها بعض الناس بنظرة دونية وازدراء؟ والشيلة كذلك رقيقة كاشفة ومزينة تلفت الانتباه تخرج عن دائرة الحشمة ? نريد وصفاً واضحاً لكيفية اللباس المحتشم في الجامعة؟ ولكم جزيل الشكر.

 

ج6:

يجوز لبس عباءة الكتف إذا كانت محتشمة وفضفاضة ولا تحكي جسم المرأة ولا تفصلة ولكن الأفضل ارتداء العباءة التقليدية وذلك لأنَّها أكثر وقاراً وحشمة، فالإسلام لا يريد من المرأة الستر وحسب بل يحرص على أنْ تظهر بمظهرٍ وقور يناسب كرامة المرأة، على أنَّه ليس كلُّ ما يكون جائزاً يكون لائقاً.

 

س7:

شاعت في أيامنا هذه العلاقات بين الرجل والمرأة والمؤسف أنْ هذه الظاهرة طالت من يعدهم المجتمع من الملتزمين، فترى نساء ورجالا يتواصلون عبر برنامج المحادثة والمكالمات الهاتفية بداعي العمل الإسلامي ولكن في الحقيقة هم يقضون ساعات في الضحك والدردشة والأحاديث الهشة فما هي الضوابط التي تقترح لمثل هذه العلاقات؟ وهل يسمح في نطاق العمل الإسلامي وجود مثل هذه العلاقات؟

 

ج7:

العمل الإسلامي لا يبرر تذويب الحواجز الشرعية بين الرجل والمرأة، فإنَّ الإسلام قد وضع ضوابط ومعايير تحدد نوع العلاقة بين الرجل والمرأة وذلك حرصاً منه عن الوقوع في المعصية فما من شيءٍ أدعى لوقوع المعصية من تبادل الأحاديث بين الرجل والمرأة فإنَّ طبيعة كل واحدٍ منهما تنجذب لطبيعة الأخر.

 

على أنَّ الشيطان يدخل للإنسان من الطريق الذي يحسبه أنَّه خيرٌ له ولدينه ثم يظلُّ يُزيِّن له كلَّ شيء حتى يوقعه في المعصية الكبرى، فالعمل الإسلامي قد يكون واحداً من حبائل الشيطان التي يصطاد بها فريسته.

 

كما أن الرجل قد يكون خبيثاً ويتذرع بالعمل الإسلامي للوصول إلى مآربه القذرة، وقد تكون المرأة كذلك، فلنكنْ على حذرٍ من كلِّ ذلك ولتعلم أنْ ممارسة العمل الإسلامي لا يلزم منه التعامل من الرجال وكذلك العكس، وإذا اقتضى التنسيق في العمل الإسلامي ذلك فإنَّه لا يقتضي إطالة الحديث كما أنَّه لا يصح تبادل الضحك والدردشة بل إنَّ ذلك يعبِّر عن عدم إخلاص النيَّة، وهو ما يستوجب حرمان الإنسان من الثواب والرضا الإلهي بل يستوجب السخط الإلهي وسوء العاقبة.

 

ثم إنَّه إذا كان من الممكن التنسيق بواسطة المحارم أو الكتابة فحينئذٍ لا مبرر للمحادثة.

 

وأمَّا الضوابط الشرعية التي يجب الالتزام بها لو اقتضى العمل الإسلامي التنسيق بين الرجال والنساء فهي ما يلي:

 

الأول: أن لا يكون بينهما أثناء المحادثة خلوة حتى لو كان ذلك بواسطة الهاتف أو الماسنجر.

الثاني: أن لا ترقِّق له في الكلام ﴿فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ﴾.

الثالث: إذا اقتضى التنسيقُ الحديثَ مباشرة فيجب -مضافاً إلى عدم الخلوة- أن لا يطيل أحدهما النظر للآخر بل يحرم مطلق النظر إذا كان يستوجب الريبة أو الشهوة.

الرابع: أن لا يكون الكلام الذي يدور بينهما عاطفياً أو غرامياً.

 

س8: تنتشر في الآونة الأخيرة بين الشاب الملتزم والشابة الملتزمة شكلاَ العديد من الانحرافات.

 

1- التخلي عن الستر والعفة عند الطرفين.

2- انتشار ظاهرة المتعة غير الشرعية حتى عند المتزوجات.

3- تفشي ظاهرة العلاقات العذرية في الجامعة عند الغالبية أرجو التعرض لهذه الأمور؟

 

ج8:

إنَّ الالتزام بأحكام الشريعة وبالحجاب أمام الناس لا يكفي لتحقُّق الإيمان إذا كانت المرأة مثلاً تتبرج أمام رجل أجنبي في الخفاء بل إنَّ ذلك يُعدُّ من النفاق، وقد قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ﴾. وكذلك المرأة التي تعطي صورتها لرجل أجنبي بعنوان الصداقة. قال الرسول (ص): "أيُّما امرأة نزعت ثيابها في غير بيتها خرق اللهُ عزَّ وجل عنها ستره".

 

وأما انتشار ظاهرة المتعة بين الشباب والشابات فغالبها تكون على غير الضوابط الشرعية إذ أنَّه لا يجوز للبنت الباكر أنْ تتزوج دون إذن أبيها في حين أنَّ الغالب هو وقوع عقد المتعة دون إذن الأب وحينها تكون البنت قد جنت على نفسها وعلى أهلها وأضاعت مستقبلها.

 

وأمَّا الرجل فإنَّه يتخلى عن هذه البنت بعد أنْ يقضي منها حاجته وقد كان يعدُها بالزواج الدائم.

 

ولتعلم الأخوات أنَّ الرجل لا يحترم في داخله المرأة التي تتمرَّد على أهلها وتتعرَّف على رجلٍ أجنبي دون علم أهلها وتُقيم معه علاقة جنسية حتى بعنوان المتعة.

 

وأمَّا ما يدور بينهما من حديث حول الحب والإعجاب فهو مجرَّد خداع متصنَّع من أجل أنْ يقضي الرجل من هذه البنت المسكينة حاجته وبعد ذلك يتخلَّى عنها. وهذا ما أثبتته التجارب الكثيرة التي وقفنا عليها.

 

س9:

أنا طالبة بقسم الدراسات الإسلامية وما أراه ولست وحدي في ذلك إذ أنني وزميلاتي نلاحظ أنَّ بعض دكاترة الإسلاميات يميلون للطالبات غير المحتشمات معنا في التخصص (أو النصف متسترات) ويتجاوبون معهن، ويولونهن الأهميَّة خصوصاً إذا كنَّ ممن يحضرن لهم في مكاتبهم ليتبادلوا معهم الأحاديث والضحكات. رغم إيحاء الدكاترة للآخرين بأنَّهم شيوخ إضافة لنظراتهم لنا داخل الصف وأثناء المحاضرة من أعلانا لأسفلنا؟

 

ج9:

الرجل سواء كان مؤمناً أو فاسقاً يحترم في داخله المرأة المحتشمة ويَهابُها ويحسب لها ألف حساب فهو وإن كان قد يُظهِر عدم الاحترام إلا أنَّ الواقع غير ذلك، وأما منشأ إهمالها وفي بعض الأحيان الإساءة إليها فهو شعور بالتضاؤل أمامها وأمام كبريائها فهو يُسيء إليها لغرض التنفيس عمَّا يستشعره من نقص وحقارة نابعة عن مركب النقص الذي ينطوي عليه لأنَّه يتوهم أنَّ المرأة بحشمتها قد خدشت في كبريائه وهو في موقع المدرس.

 

أقول لكم أيتُها الأخوات (لا تستوحشوا طريق الحقِّ لقلَّةِ سالكيه).

 

والحمد لله رب العالمين

 

الشيخ محمد صنقور


1- سورة الأحزاب / 32.