مشهد المحسن (السقط)

المسألة:

هناك موضع في مدينة حلب يُعرف بمشهد المحسن بن الحسين (ع)، فهل كان للحسين (ع) ولد بهذا الاسم، وهل حقاً كان مدفنه كان هناك؟

الجواب:

المشهد المذكور والمعبَّر عنه بمشهد المحسن يُسمى أيضاً بمشهد السقط ويُسمى كذلك بمشهد الدكَّة، وهو موضع ذكر عدد من المؤرخين انَّه منزل من المنازل التي توقفت عنده قافلة السبايا من أهل البيت (ع) الذين أشخصهم ابن زياد من الكوفة بعد مقتل الحسين (ع) إلى دمشق عاصمة الدولة الأموية حيث يزيد بن معاوية، وهناك أسقطت إحدى زوجات الإمام الحسين (ع) جنينها فسُمِّي المحسن ودُفن في ذلك الموضع.

فمن المؤرخين الذين ذكروا ذلك هو ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان وهو من مؤرخي العامة من أعلام القرن السابع الهجري قال: (.. جوشن: جبل مطل على حلب في غربيها، في سفحة مقابر ومشاهد للشيعة، وقد أكثر شعراء حلب من ذكره جداً .. قال منصور بن المسلم بن أبي الخرجين النحوي الحلبي... جوشن جبل غربي حلب ومنه كان عمل النحاس الأحمر وهو معدنه ويقال: انه بطل منذ انْ عبر عليه سبي الحسين بن علي رضي الله عنه ونساؤه، وكانت زوجة الحسين حاملاً فأسقطت هناك فطلبت من الصنَّاع خبزاً وماءً فشتموها ومنعوه فدعت عليهم، فمن الآن مَن عمل فيه لا يربح، وفي قِبلي الجبل مشهد يُعرف بمشهد السقط ويُسمَّى مشهد الدكَّة والسقط يُسمَّى محسن بن الحسين (ع)(1).

وممن ذكره من المؤرخين كمال الدين عمر بن أحمد بن هبة الله الشهير بابن العديم المتوفي سنة 660 في كتابه زبدة الحلب في تاريخ حلب ص25 قال: (.. وإنَّ زوجة الحسين كانت حاملاً وانها أسقطت هناك .. والسقط يُسمَّى المحسن بن الحسين (ع)(2).

وأما منشأ تسميته بمشهد الدكَّة فهو ما أفاده ابن أبي طي في كتابه نهر الذهب في تاريخ حلب قال: (إنَّ مشهد الدكَّة ظهر في سنة 351 هـ وإنَّ سبب ظهوره انَّ سيف الدولة كان في إحدى مناظره التي بداره خارج المدينة فرأى نوراً ينزل على مكان المشهد وتكرر ذلك فركب بنفسه إلى ذلك المكان وحضره فوجد حجراً عليه كتابة هذا قبر المحسن بن الحسين بن علي بن أبي طالب، فجمع سيف الدولة العلويين وسألهم هل كان للحسين ولد اسمه المحسن .. وقال بعضهم: إنَّ سبي نساء الحسين لما مرَّوا بهن على هذا المكان طرحت بعض نسائه هذا الولد، فإنا نروي عن آبائنا ان هذا المكان سمي بجوشن لأنَّ شمر بن الجوشن نزَّل عليه السبي والرؤوس وكان معدناً يستخرج منه الصفر وانَّ أهل المعدن فرحوا بالسبي فدعت عليهم زينب بنت الحسين (ع) ففسد ذلك المعدن، فقال سيف الدولة: هذا الموضع قد أذن الله بإعماره فأنا اُعمِّره على اسم أهل البيت ..)(3).

والحمد لله رب العالمين

الشيخ محمد صنقور


1- معجم البلدان -الحموي- ج 2 ص 186.

2- شرح إحقاق الحق -السيد المرعشي- ج 27 ص 468.

3- ج2/209.