المأثور في سجدتي الشكر

المسألة:

ما الذي يجب قوله في سجدة الشكر بعد الصلاة؟ وهل لكم أن تزودوني بشيء منها؟

 

الجواب:

يُستحبّ بعد الصّلاة أن يأتي المكلّف بسجدتي الشّكر ولا يتعين الالتزام فيهما بذكرٌ أو دعاء مخصوص ولكنّه يُستحبّ الالتزام بالأدعية والأذكار المأثورة في ذلك.

 

منها: ما رواه الصَّدوق بسنده عن عبد الله بن جندب، عن الإمام موسى بن جعفر (ع)، أنّه قال: تقول في سجدة الشكر: "اللهم إنّي أُشهدك، وأُشهد ملائكتك وأنبياءك ورسلك وجميع خلقك، أنّك أنت الله ربّي، والاسلام ديني، ومحمّداً نبيي، وعلياً والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمّد بن علي وجعفر بن محمّد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمّد بن علي وعلي بن محمّد والحسن بن علي والحجّة بن الحسن بن علي أئمّتي، بهم أتولّى ومن أعدائهم أتبرّأ، اللهم إنّي انشدك دم المظلوم" ثلاثاً، "اللهمّ إنّي انشدك بايوائك على نفسك لأعدائك لتهلكنّهم بأيدينا وأيدي المؤمنين، اللهمّ إني انشدك بايوائك على نفسك لاوليائك لتظفرنّهم بعدوّك وعدوّهم، أن تصلّي على محمّد وعلى المستحفظين من آل محمّد" ثلاثاً، "اللهمّ إنّي أسألك اليسر بعد العسر" ثلاثاً، ثم ضع خدّك الأيمن على الأرض وتقول: يا كهفي حين تعييني المذاهب وتضيق عليّ الأرض بما رحبت، يا بارىء خلقي رحمة بي وكنت عن خلقي غنيّاً، صلّ على محمّد وآل محمّد وعل المستحفظين من آل محمّد، ثلاثاً، ثمّ تضع خدّك الأيسر على الأرض وتقول: "يا مذلّ كلّ جبّار، ويا معزّ كلّ ذليل، قد وعزّتك بلغ مجهودي ثلاثاً، ثم تعود للسجود وتقول مائة مرّة: "شكراً شكراً" ثمّ تسأل حاجتك، إن شاء الله(1).

 

ومنها: ما رواه الصدوق: وقال الصادق (ع): "إنّ العبد إذا سجد فقال: يا ربّ يا ربّ، حتّى ينقطع نفسه، قال له الرب تبارك وتعالى: لبّيك، ما حاجتك"(2).

 

ومنها: ما ورد في المصباح عن الشَّيخ الطُّوسي عن الإمام السّجَّاد (ع)، أنّه كان يقول في سجدة الشكر مائة مرّة: الحمد لله شكراً، وكلّما قاله عشر مرّات قال: شكراً للمجيب، ثمّ يقول: يا ذا المنّ الذي لا ينقطع أبداً، ولا يحصيه غيره عدداً، ويا ذا المعروف الذي لا ينفد أبداً، يا كريم يا كريم يا كريم، ثمّ يدعو ويتضرّع ويذكر حاجته(3).

 

ومنها: ما رواه الكُلينيّ بسنده عن محمّد بن سليمان، عن أبيه قال: خرجت مع أبي الحسن موسى (ع) إلى بعض أمواله، فقام إلى صلاة الظهر، فلمّا فرغ خرّ لله ساجداً، فسمعته يقول بصوت حزين وتغرغر دموعه: ربّ عصيتك بلساني ولو شئت وعزّتك لأخرستني، وعصيتك ببصري ولو شئت وعزّتك لأكمهتني، وعصيتك بسمعي ولو شئت وعزّتك لأصممتني، وعصيتك بيدي ولو شئت وعزّتك لكنعتني، وعصيتك برجلي ولو شئت وعزّتك لجذمتني، وعصيتك بفرجي ولو شئت وعزّتك لعقمتني، وعصيتك بجميع جوارحي التي أنعمت بها عليّ وليس هذا جزاؤك منّي، قال: ثمّ أحصيت له ألف مرّة وهو يقول: العفو، العفو، قال: ثمّ ألصق خدّه الأيمن بالأرض فسمعته وهو يقول بصوت حزين: بؤت إليك بذنبي، عملت سوءاً وظلمت نفسي، فاغفر لي، فإنّه لا يغفر الذنوب غيرك يا مولاي، ثلاث مرّات، ثمّ ألصق خدّه الأيسر بالأرض فسمعته وهو يقول: ارحم من أساء واقترف واستكان واعترف، ثلاث مرّات، ثمّ رفع رأسه(4).

 

والحمد لله رب العالمين

 

الشيخ محمد صنقور


1- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج 7 ص 15.

2- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج 7 ص 16-17.

3- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج 7 ص 17.

4- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج 7 ص 17-18.