مشروعية صلاة الرغائب

 

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهمَّ صلِّ على محمد وآل محمد

 

المسألة:

ما تقولون في صلاة ليلة الرغائب وهي أول ليلةِ جمعةٍ من شهر رجب، هل هي مشروعة أو لا؟

 

الجواب:

صلاة ليلة الرغائب مأثورة عن الرسول الكريم (ص) نقل ذلك العلامة الحلَّي في إجازته لبني زهرة كما أفاد ذلك الحرُّ العاملي في الوسائل وأفاد أنَّ العلامة أورد ذلك بإسنادٍ ذكره.

 

ثم ساق الرواية فكان مما اشتملت عليه أنَّ النبي (ص) قال: "والذي نفسي بيده لا يُصلَّي عبدٌ ولا أمةٌ هذه الصلاة إلا غُفر له جميع ذنوبه .."(1)، وقد أورد الرواية أيضاً مرسلةً السيدُ ابن طاووس في كتابه إقبال الأعمال(2).

 

وعليه فيصح الإتيان بصلاة ليلة الرغائب برجاء المطلوبية نظراً لورودها عن الرسول الكريم (ص) ولكن بسندٍ ضعيف، وذلك استنادًا لروايات من بلغ، وهي روايات مستفيضة وفيها ما هو صحيح.

 

منها: ما رواه الصدوق في ثواب الأعمال بسندٍ معتبر عن صفوان عن أبي عبدالله (ع) قال: "من بلغه شيءٌ من الثواب على شيءٍ من الخير فعمله كان له أجر ذلك وإن كان الرسول (ص) لم يقله"(3).

 

ومنها: ما رواه الكليني بسندٍ معتبر عن هشام بن سالم عن أبي عبدالله (ع) قال: "مَن سمع شيئًا من الثواب على شيءٍ فصنعه كان له وإن لم يكن على ما بلغه"(4).

 

وأمَّا ما ذكره بعض علماء العامة من أنّ رواية صلاة ليلة الرغائب موضوعة فإنَّه مما لا يُعول عليه، فإنَّه لم يثبت عندنا أنها موضوعة، نعم هي ضعيفة السند، وحيث كانت كذلك فإنَّه يصح العمل بمضمونها ولكن برجاء المطلوبية استنادًا لروايات من بلغ.

 

والحمد لله رب العالمين

 

الشيخ محمد صنقور


1- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج8 / ص99.

2- إقبال الأعمال -السيد ابن طاووس- ج3 / ص185.

3- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج1 / ص80.

4- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج1 / ص82.