خطأ يكتنف تعليق السواد

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمد

إنَّ من الممارسات الخاطئة التي تحتاج إلى تصحيح هو ما يفعله بعض الإخوة غفلة وعن حسن نية حين تعليق السواد على الجدران في الشوارع حدادًا على سيد الشهداء (ع)، وحين رفْعِ الأعلام والشعارات على البيوت، فإنَّ هذه الظاهرة وإن كانت راجحة ومطلوبة، ذلك لأنها من مظاهر التعبير عن الحزن والأسى بمصاب سيد الشهداء (ع)، وهي في ذات الوقت تساهم في تأصيل الوعي بأهداف ودوافع النهضة الحسينية، إلا أنَّ الذي لا نرتضيه هو أن يُمارَسَ ذلك دون الاستئذان من أصحاب البيوت.

 

فالبيوت والممتلكات لها حرمة لا يصحُّ شرعًا تجاوزها، فلا يجوز غرز مسمار أو لصق ورقة أو رفع شعار على بيتٍ أو جدار دون أخذ الإذن من صاحبه، فقد أكد أهل البيت (ع) "أنه لا يحل مال امرئ إلا عن طيب من نفسه"(1).

 

فعليه، فنحن في الوقت الذي نشجع تسويد القرى والمناطق تعبيرًا عن الحداد على الحسين الشهيد (ع)، نؤكد على لزوم تحرِّي الضوابط الشرعية والحرص على الالتزام بها.

 

كما ندعو الإخوة المؤمنين إلى التعاون مع القائمين على هذا العمل الشريف والذي هو من القُرُبات المفضية للرضوان الإلهي.

 

نسأل الله تعالى أن يتقبل من كل المساهمين في إحياء موسم عاشوراء، وأن يكون جزاؤهم شفاعة الحسين يوم يكون الحسين شافعًا مشفَّعا.

 

والحمد لله رب العالمين

الشيخ محمد صنقور

3 / محرم / 1427هـ


1- نهج الحق وكشف الصدق -العلامة الحلي- ص435.