مقام الإمامة (الجزء الرابع)

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلِّّ على محمد وآل محمد

وهنا نرى من المناسب أن نستعرض مجموعة من الروايات التي نقلها المحدِّثون في كتبهم عن الصحابة حتى يتبين للقارئ مستوى الوهن الذي أدخله هؤلاء على الإسلام وحتى يتبين مقدار قصورهم عن إدراك خطورة ما ينقلونه من أراجيف وأساطير.

1- أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال: قال النبي (ص): "تحاجَّت الجنة والنار فقالت النار: وآثرت بالمتكبرين والمتجبرين وقالت الجنّة ما لي لا يدخلني إلاّ ضعفاء الناس وسَقَطتِهم، قال: الله تبارك وتعالى للجنَّة أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي وقال للنار أنت عذابي أصيب بك من أشاء من عبادي، ولكلِّ واحدة منهما ملؤها فأمَّا النار فلا تمتلئ حتى يضع رجله فتقول قطْ قطْ فهناك تمتلئ"(1).

2- عن أبي هريرة عن النبي (ص) قال: "خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعًا .."(2).

3- عن أبي هريرة عن النبي (ص) قال: "خلق الله الخلق فلما فرغ قامت الرحم فأخذت بحقْو الرحمن، فقال له: مه، قالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة قال: ألا ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك قال: بلى يارب قال: فذاك"(3).

هذا غيض من فيض وقليل من كثير، ولولا خشية الخروج عن غرض البحث لاستعرضنا الكثير ممَّا هو منقول في كتب الحديث والتفسير إلاّ أنَّ ما نقلناه كافٍ للتعبير عن عدم بلوغ الأمّة بعد رحيل رسول الله (ص) لمستوىً يؤهِّلها لإدراك ما هو من الدين مما هو خارج عنه فضلاً عن بلوغها لمستوى التصدي لمعالجة الشبهات التي يثيرها المضلّون، وحينئذٍ كيف يسوغ لنا القبول بدعوى أنَّ هذا الدور الذي كان يمارسه رسول الله (ص) قد أناطه بالصحابة وهم بعدُ في حاجة لمَن يصون أفكارهم من أنْ يشوبها الضلال، أيكون من المناسب لهذا الدين العالمي أن يكون حملته ممن تستخفُّهم الأسطورة وتستهويهم الخرافة وتستحكمُ في قلوبهم الشبهة ثم لا يقفون عند هذا الحد بل يساهمون عن حسن نيّة في تسويق كلِّ ذلك لتقتدي بهم الأجيال المتعاقبة بتوهم أنَّ ذلك من الدين.

ونحن حينما نسوق هذا الحديث لا نقصد الإساءة للصحابة فقد كان ذلك مبلغ وعيهم واستيعابهم لمعارف الدين ولقد كانت تشغلهم اهتماماتُهم الشخصيَّة فلم يكن يسعهم لذلك التمحُّض للدرس والتحصيل وإغفال ما يحتاجونه من شئون خاصة، فكان أقصى ما تسنح به الفرصة هو حضور الصلوات الخمس مع رسول الله (ص) وحينها قد يسمعون حديثًا أو يشاهدون موقفًا لرسول الله (ص) فقد يحفظونه ويفقهونه وقد لا يحفظونه أو لا يفقهونه، فلم يكونوا بِدعًا من الناس وقد يستوعبون المغزى من الموقف الذي شاهدوه وقد يستوعبون بعضه ويُغفلون البعض الآخر، وقد تطرأ في ذهن أحدهم شبهة أو يعنُّ له سؤال أو يبتلى بقضيّة فيُبادر لسؤال رسول الله (ص) عن ذلك فيجيبه فيكون مبلغ علمه هو ما سمعه من قولٍ أو جواب أو ما شاهده من موقف، هذا إذا كان قد استوعب كلَّ ذلك وحفظه، وهب أنَّهم كانوا يحضرون مجالس رسول الله (ص) العامّة والتي كان يعقدها للوعظ والإرشاد والتعليم فما هو مقدار ما سمعوه وما هو مقدار ما استوعبوه؟؟ فهل يتلخص الإسلام على ما هو عليه من عمق وسعة في مقدار ما سمعه هؤلاء واستوعبوه في هذه المدّة القصيرة والفرص المحدودة على ما كان يكتنف ذلك من حروب وأحداث توجب ذهولهم عن تعاطى الفقه والتفسير وما كان يُبيِّنه رسول الله (ص) من أحكام.

ثم ما هو المقدار الذي يتمكن رسول الله (ص) من بيانه لعموم الناس وهم حديثو عهد بالجاهلية ولم تكن لهم حضارة ولم يسبق لهم أن تعاطوا العلم والمعرفة فكان همُّ رسول الله (ص) يتركز في ترويضهم وتهذيبهم وإزالة ما تخلّف في عقولهم ومشاعرهم وسلوكهم من آثار الجاهليّة، فهم وإن كانت قد طهرت قلوبهم من الوثنية إلا أنَّ آثار الجاهلية وأدرانها لازالت عالقة في قلوبهم وبادية على سلوكهم، فلم يكن من السهل ترويضُ نفوسٍ قد شاخت في البداوة والأميّة.

ومن هنا استأثرت الأحاديث الخُلقية والوعظيّة بمساحة كبيرة من تبليغ رسول الله (ص) فقد كان يتحدّث معهم عن الرحمة والرأفة ونبذ الظلم وأكل أموال اليتامى والتطفيف والبخس في الميزان وترك الزنا وشرب الخمر والغيبة والنميمة والعصبيّة والتجسس والسخرية بالضعفاء ونقض العهود والكذب والخديعة والمكر والتفاخر بالأنساب والثراء وأكل الربا والمجادلة والمِِراء وقتل النفس المحترمة واللهو والقمار والفحش والقسوة والغلظة وسوء الخلق وقذف المحصنة وحسن المعاشرة مع الزوجة وغيرها من الظواهر التي كانت متفشية فيما بينهم، وقد كان يوصيهم برعاية الفقراء والإحسان إلى الجيران والبر بالوالدين و العفو عن المسيء وأداء الأمانة و طلب العلم وكان يعلمهم آداب المجالس وآداب الكلام وآداب الاستماع وآداب البيع والشراء وآداب الأكل والشرب وآداب المشي وآداب الجلوس في الطرقات.

فإذا كان الصحابة بعدُ لم يتجاوزوا هذه المرحلة الابتدائية فكيف أصبحوا بين عشيّة وضحاها حملة للرسالة الإلهيّة والتي هي من العمق والسعة بحيث وصفت نفسها بأنها تبيان لكلِّ شيء، فمتى تهيأ لرسول الله (ص) أن يُطلعهم على كل تفاصيل الشريعة ودقائقها وكل معاني القرآن وعلومه وهم بعدُ في حاجة للترويض والتربية، على أن مجالس رسول الله (ص) لم تكن متمحضة في البيان والخطاب بل كان يمارس فيما دور المربِّي والمتابع لنتائج وعظه وكان يؤانسهم ويُخالقهم ويسأل عن أحوالهم وأخبارهم، وكان يتجاذب معهم أطراف الحديث عمَّا يدور حولهم من أحداث وكان يفصل في خصوماتهم ويُعالج مشاكلهم الشخصيّة والعامة وهم مع ذلك لم يكونوا بالمستوى المناسب من الحرص على تحصيل العلم والمعرفة، فسورة الجمعة أبلغ تعبير عن مستوى حرصهم ﴿وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾(4). فكان يستخفُّهم اللهو والانصراف عن الجد وتُغريهم التجارة وتدبير المعاش إلى حدٍ أنَّهم تركوا رسول الله (ص) يخطب على منبر الجمعة وذهبوا إلى ما يطربهم ويستأثر باهتماماتهم. قال الحافظ ابو يعلي بسنده عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: بينا النبي (ص) يخطب يوم الجمعة فقدمت عيرٌ إلى المدينة فابتدرها أصحاب رسول الله (ص) حتى لم يبقَ مع رسول الله (ص) إلاّ أثنا عشر رجلاً(5).

وثمّة روايّة صحيحة السند ذكرها مسلم في صحيحه والبخاري في صحيحه وغيرها وهي تعبِّر عن مستوى الحرص عند كبار الصحابة على تحصيل العلوم والآداب النبويّة. أخرج مسلم في صحيحه عن عبيد بن عمير أن أبا موسى استأذن على عمر ثلاثًا فكأنه وجده مشغولاً فرجع فقال عمر ألم تسمع صوت عبد الله بن قيس ائذنوا له، فدعي به فقال ما حملك. قال: إنَّا كنّا نؤمر بهذا قال لتقيمن على هذا بيّنة أو لأفعلن فخرج فانطلق إلى مجلس من الأنصار فقالوا لا يشهد لك على هذا إلاّ أصغرنا فقام أبو سعيد. فقال: كنّا نؤمر بهذا فقال عمر خفي عليِّ هذا من أمر رسول الله (ص) ألهاني عنه الصفق بالأسواق .."(6).

وقد وصفه أُبي بن كعب بذلك في مواضع عديدة. فالخليفة قد ألهاهُ عن معرفة السنَّة الصفق بالأسواق، فما بال غيره من الصحابة ممَّن هم دونه، نعم ليس على الصحابة من بأس عندما لا يُحيطون بمعارف الإسلام وعلومه فهم كسائر الناس لا يصحُّ صرفهم عن تدبير معاشهم وأقواتهم، ولا يمكن تكليفهم بما هو فوق طاقتهم وبما هو خارج عن اهتماماتهم، إذ أنَّ أحسن ما يكونون عليه من حال هو اهتمامهم بتحصيل التقوى والإيمان الصادق فلم يخطر في رَوعهم أنَّهم سينهضون بالعبء الثقيل الذي كان قد نهض به رسول الله (ص) وإذا تعالت بهم هممهم فإنَّهم لن يطمعوا بأكثر من المساهمة في نشر الإسلام والذي لا يستوجب أكثر من المعرفة بأساسياته، فهذا هو المقدار الذي يستشعرون معه بالرضا عن أنفسهم، وأمَّا الإحاطة بمعارف القرآن وعلومه وبأحكام الشريعة رغم دقتها وسعة تفاصيلها والتخطيط لهداية البشرية على امتداد مستقبلها الطويل فهذا ما تتصاغر عنه هممهم وتنوء دونه قدراتهم المحدودة بحدود مداركهم وتطلعاتهم، فقريبًا كان قصارى همِّهم رعاية ما شيتهم وأموالهم، وقريبًا كان همهم الذود عن حريمهم ونسائهم وأولادهم حتى لا يتخطفهم الناس من حولهم فجاء الإسلام ليرقى بهممهم إلى أوسع من ذلك ولكنه وإلى أي مستوى كان متاحًا له الرقي بهم ليتسنَّى له أن يصل بهم جميعًا إلى مستوى ورثة الأنبياء وحملة الرسالات الإلهية، إنَّ ذلك لمتعذِّر جدًا، وهو ليس لقصورٍ في أهلية الرسول (ص) وإنما هو لقصورٍ في استعداد قومه، فمتى فرغ رسول الله (ص) من هدايتهم ومتى علَّمهم أصول دينهم ومتى هذَّبهم وروَّضهم، إنَّ ذلك يستدعي وقتًا طويلاً بالنظر إلى ما كانوا عليه من وثنية وهمجية ووحشيّة، فلم يكن بلوغهم مرحلة الإصغاء له والجلوس عنده أمرًا ميسورًا، فقد كان دون ذلك اضطهاد وتعذيب وتهجير وحروب حتى إذا ما تمكَّن رسول الله (ص) من لمِّ شعثهم وكبح جماح عدوِّهم واستقرَّ ما كان مضطربًا من بالهم لم يكن بوسعه أن يستغرق معهم في بيان المعارف الدينية وهم بعدُ حديثوا عهد بالعلم والمعرفة، وقد كان يحول دون ذلك انصرافُهم إلى تدبير معاشهم كما يحول دون قصور هممهم عن الاسترسال في ذلك ضعف مداركهم عن تلقِّي هذا الفيض الهادر الذي كان ينطوي عليه قلب رسول الله(ص)، فالبشرية وإن كانت في أمسِّ الحاجة إلى علم رسول الله (ص) إلا أن أوعيتهم مجتمعة كانت تضيق عن استيعابه فقلوبٌ كانت غارقة في وحل الجهل والبداوة لا يكون بوسعها أن تأنس بالعلم والمعرفة إلا بعد تطهيرها من الأدران المتكلِّسة على جدرانها حيث شاخت وهي تعبُّ منها وتستمرءُ التهامها، فمتى أُتيح لرسول الله (ص) أن ينتهي بهم من هذه المرحلة ليجد أن ثمّة مراحل أخرى تنتظره لابد وأن يقطعها بهم، ولذلك رحل رسول الله (ص) عنهم وهو يخشى عليهم من الانقلاب والضلال.

فالأحداث الأخيرة التي وقعت قبيل رحيله كانت أبلغ تعبير عن المستوى الذي بلغوه بعد كلِّ ذلك الجهد المضني، فقد تثاقلوا عن الانبعاث في جيش أسامة بعد أن طعنوا في إمارته وهم يعلمون أن الرسول (ص) هو الذي أمَّره عليهم وقد كان فيهم وجوه المهاجرين والأنصار ما عدا علي (ع). ومن الملفت للنظر أن رسول الله (ص) قد استحثَّهم كثيرًا على الانبعاث فكأنهم كلَّما ازداد رسول الله (ص) تأكيدًا ازدادوا تثاقلاً.

وحينما حضرت رسول الله (ص) الوفاة طلب منهم دواة وكتفاً ليكتب لهم كتابًا لا يضلون بعده أبدًا، كان من المنتظَر منهم أن يتسارعوا لذلك فما من شيء ينبغي أن يتسارعوا من أجله كما كان ينبغي لهم أن يتسارعوا لهذا الأمر فقد ضمن لهم عدم الضلال بعد هذا الكتاب إلاّ أنهم لم يعبئوا بالضلال الذي توعَّدهم بالوقوع في شَرَكة إنْ هم تخلفوا عن هذا الكتاب وتثاقلوا عن إنفاذ أمره كما تثاقلوا عن الانبعاث في جيش أسامة وهناك طعنوا في تأميره وأما هنا فطعنوا في عقل رسول الله (ص) وعصمته فقالوا "انه ليهجر" أو قالوا: "غلب عليه الوجع"، والمؤسف أن الذي اتهم رسول الله(ص) في عقله هو الذي تثاقل عن الانبعاث في جيش أسامة.

أخرج مسلم في كتاب الوصيّة من الصحيح عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: "يوم الخميس وما يوم الخميس ثم جعل تسيل دموعه حتى رأيت على خديه كأنها نظام اللؤلؤ قال: قال رسول الله (ص) ائتوني بالكتف والدواة أو اللوح والدواة اكتب لكم كتابًا لن تضلوا بعده أبدًا فقالوا أن رسول الله يهجر!!!"(7).

وأخرج البخاري بسنده عن عبيد الله بن عبد الله بن مسعود عن ابن عباس قال: لما حضر رسولَ الله (ص) وفي البيت رجالٌ فيهم عمر بن الخطاب قال النبي (ص): "هلمَّ اكتب لكم كتابًا لاتضلّوا بعده فقال عمر أن النبي قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن، حسبنا كتاب الله فاختلف أهل البيت فاختصموا، منهم من يقول قرِّبوا يكتب لكم النبي (ص) كتابًا لن تضلّوا بعده، ومنهم من يقول ما قال عمر فلمّا أكثروا اللغو والاختلاف عند النبي قال لهم رسول الله (ص)، قوموا، قال عبيد الله بن عبد الله بن مسعود فكان ابن عباس يقول: الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم"(8).

وقال البخاري في موضع آخر من صحيحه: حدثنا قبيصه حدثنا ابن عيينه عن سلمان الأحول عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال يوم الخميس وما يوم الخميس ثم بكى حتى خضب دمعه الحصبا، فقال: اشتد برسول الله (ص) وجعه يوم الخميس فقال ائتوني بكتاب اكتب لكم كتابًا لن تضلوا بعده أبدًا فتنازعوا ولا ينبغي عند نبيٍّ تنازع فقالوا هجر رسول الله (ص) قال (ص) دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه وأوصى عند موته بثلاثٍ، أخرِجوا المشركين من جزيرة العرب وأَجيزوا الوفد بنحوِ ما كنت أجيزهم قال ونسيت الثالثة(9).

إنَّ كل ما في هذه الواقعة يبعث على الأسى ويثير الدهشة، فما كان المنتظر منهم بعد طول العناء أنْ يودِّعوا رسول الله (ص) بما يزيد ألمه ألمًا، فبدلاً من أن يشكروا سعيه المضني ويعبِّروا له عن الالتزام بخطه يقرعونه بهذه السُبَّة التي اهتز لها جلالُ العرش فكشفوا له عمَّا انطوت عليه عزائمهم بعد رحيله فغاب عنهم مكروبًا وجِلاً على مستقبل دعوته.

فمن أيِّ شيء أعجب؟! أَمِن اتهامهم لرسول الله (ص) في عقله! وقد أخبر الله عن عصمته حينما أفاد أنه لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، أم أعجب من قولهم حسبنا كتاب الله وقد أمرهم كتاب الله عز وجل أن يستجيبوا لرسول الله (ص) إذا دعاهم لما يُحييهم أو أعجب من اختلافهم وتنازعهم في محضر رسول الله (ص) وقد قال الله تعالى ﴿لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ﴾(10) وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾(11).

والعجب من الصحابة كيف نسوا واحدة من وصايا رسول الله (ص) وهو لم يوصِ كما زعموا إلا بثلاث وصايا، فلماذا لم يُكلِّفوا أنفسهم حفظها وكيف يُستأمن هؤلاء على مستقبل الدعوة وهم لم يحفظوا عن رسول الله (ص) وصيته، فلم يكن الراوي وحده هو الذي نسي الوصية الثالثة -ولعلها الأولى- وإنَّما نسيها كلُّ الصحابة حيث لم يُروَ عن واحدٍ منهم أنه نقلها.

والغريب كيف ينسون جميعًا الوصيّة الثالثة أليس من المناسب والمعقول أن ينسى بعضهم الأولى والآخر الثانيّة وينسى بعضهم الثالثة فنتعرف بعد جمع مروياتهم على الوصايا الثلاث لماذا نسي الجميع الوصيّة الثالثة ولم ينسوا الأولى والثانيّة إلاّ أن تكون الوصيّة الثالثة تقتضي بطبعها أن تُنسى!! وإذا أردنا أن نقف على هذه الواقعة بما يناسب بحثنا نقول: إنَّ الأمّة التي يُدعى بلوغها مرتبة الأهليّة لحمل أعباء الرسالة لم تكن قد بلغت مرتبة الإذعان لأمر رسول الله (ص) بل تثاقلت حينما بعثها واستحثَّها على إنفاذ جيش أسامة وطعنت في تأميره له وهو ما يعبِّر عن عدم الانقياد التام لرسول الله (ص) وقد قال الله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ﴾(12).

فإمّا أن يكونوا غير مدركين لهذه الوظيفة الشرعيّة رغم وضوحها وحينئذٍ كيف يمكن أن يتأهَّلوا لتبليغ الإسلام وبيان حدوده وشرح معاني القرآن والسنّة للأجيال المتعاقبة والسعي الجاد لتمثُّلها كيف يتأهلوا لذلك وهم بعد لم يدركوا ما وضح من معالم الإسلام وحدوده.

وإمَّا أن يكونوا مدركين لذلك وحينئذ كيف يكونون الهداة والدعاة إلى الله عزَّ وجل وهذا هو مبلغ إيمانهم، وكيف نثق في عدم تثاقلهم فيما هو أشدُّ من ذلك وقد أخفقوا فيما هو دونه، أيسوغ لنا الاطمئنان بأهليتهم لهداية البشريّة وحمل أعباء النبوَّة وهم بعدُ في حاجة إلى من يأخذ بأيديهم ويشدُّ من عزائمهم ويُحبِّب إليهم الإيمان ويوثِّقه في قلوبهم ﴿أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى﴾(13).

وهكذا ينسحب الكلام إلى موقفهم من أمر رسول الله (ص) حينما دعاهم لإحضار دواة وكتف ليكتب لهم كتابًا لا يضلّون بعده أبدًا.

فلو أنَّهم أحجموا وتثاقلوا عن إنفاذ أمره لكان ذلك وحده كافيّا للتعبير عن واحدٍ من الفرضيين المذكورين والمنتجبين لإثبات عدم تأهُّلهم لما هو أدنى من حمل أعباء الرسالة، إذ ما معنى عدم اكتراثهم بأمرٍ تكون عاقبته ضمان عدم الضلال وليس فيه مشقة القتال إلاّ أن يكونوا غير واثقين بالوعد النبوي أو كانوا يخشون من اشتمال الكتاب على ما يُنافي الهوى، وكلُّ ذلك مُوبِق وليس مسقطًا للأهلية وحسب.

كيف وقد منعوا من إحضار الكتاب ووصموا رسول الله (ص) بما تنوء دونه السماوات والأرض والجبال.

نعم قد يكون الخليفة ومَن قِبلَ قولَه قد خشي أن يكتب رسول الله (ص) كتابًا يضرُّ بمستقبل الدعوة ويُحدث فتنة بين الأمّة ولذلك بادر إلى المنع من إحضار الدواة والكتف، ولو كان الأمر كذلك لكان معناه أنَّ الخليفة قد جعل من نفسه قيِّمًا ليس على الأمّة وإنَّما على رسول الله (ص) فهو يمنع رسول الله (ص) عن اتخاذ موقف أو التفوُّه بقول كلَّما خشي عليه الوقوع في الخطأ أو التورُّط بما يضرُّ مستقبل الإسلام، ولعل ذلك هو المبرِّر لاعتراض الخليفة على رسول الله (ص) في مواطن متعددة!! أقول: لو كان ذلك هو ما دفع الخليفة واقعًا إلى المنع من إحضار الكتاب لكان الأجدر به الاعتراض على الله تعالى حين أختار محمدّا (ص) دونه للرسالة في حين أنَّه الأبصر بعواقب الأمور منه والأحرص على مستقبل الدعوة منه، فهو الأليق إلاّ أن الله اختار غيره!! ولهذا كلما أبطأ على رسول الله (ص) الوحي حسب أنه نزل على ابن الخطاب كما نقلوا ذلك في كتبهم.

فرسول الله (ص) لم يكن مطمئنًا باستمرار تميُّزه بعد أن ظهر في الأمّة عمر!! فإذا لم يكن الأمر كذلك فلماذا حال عمر ومَن قِبل قوله دون كتابة الكتاب، ألم يكن مذعنًا بعصمته رسول الله (ص)، ألم يكن واثقًا ببصيرته، ألم يكن موقنًا بحرصه على مستقبل الدعوة والتي صرف عمره الشريف كلَّه من أجل تشييدها في الوقت الذي كان يشغلهم الصفق بالأسواق. فإذا كان رسول الله (ص) قد غلب الوجع على عقله فأخذ يهذي ويقول ما لا يدري فإنَّ في ذلك ما يقوِّض بُني الإسلام، فإنه إذا جاز أن يغلب الوجع على عقله جاز انْ يغلب الغضب على عقله وجاز أن يغلب الخوف على عقله ولا ندري لعل الرضا والحب الشديد ينحرف به أيضًا عن جادة العقل، ولعل الغيرة أيضًا تُساهم في أنْ يقول غير الصواب، وحينئذٍ كيف نثقُ بأقواله وأفعاله ونستنُّ بها ونتعبَّد بمفادها ونحن نحتمل أنَّها نشأت عن دوافع شخصيّة أو عن عوامل خارجية قاهرة.

إنَّ ذلك يقوض من الإسلام أساسه ويبعثُ الشك في الكثير من السنَّة الشريفة، وذلك لأنَّنا نجهل ظرف صدورها. ثم ما هي هذه المفارقة الغريبة فالخليفة الأول لم يغلب الوجع على عقله حينما أوصى وهو في ساعة الاحتضار بالخلافة لعمر، فقد ذكر المؤرخون أنَّ الخليفة أغمي عليه وعثمان يكتب وصيته، فلماذا لم يُتهم الخليفة في عقله كما اتُهم رسول الله (ص)؟! ولماذا وثب عمر محرِّضًا المسلمين على العمل بوصية الخليفة الأوّل؟! ولماذا لم يتهم المسلمون عمرًا في عقله حينما أوصى بأن تكون الشورى في ستة وهو يجود بنفسه بعد أن نزف أكثر دمه، أكان عقله اشد ثباتًا من عقل رسول الله (ص)؟! أم انتابه الجزع من الموت فصرف عنه صوابه ولم يكن قد انتاب الخليفة؟!

والغريب "وإن عشت أراك الدهر العجيب" إن الخليفة حرص على إنفاذ وصية رسول الله (ص) بإخراج المشركين من الجزيرة وقد كان أوصى بهذه الوصية في نفس المجلس الذي اتُهم فيه بالهذيان وغلبة الوجع على عقله فهل عاد لرسول الله (ص) صوابه عندما أوصى بهذه الوصية؟! أم أنَّ هذه الوصية لا تضرُّ بمستقبل الدعوة ولا تُحدث فتنة في الأمّة بنظر الخليفة ومَن قبِل قوله، أم أنَّ ذلك لا ينافي الهوى ولا يصطدم بالغرض الذي انطوت عليه نفوس القوم. ثم ما معنى قولهم (حسبنا كتاب الله) وما هذا الاعتداد بالذات وقد أثبتت الأيام ما هو مقدار حظهم من فهم كتاب الله، ولو كانوا قد رجعوا إلى كتاب الله لوجدوه يدعو للعودة إلى رسول الله (ص) ﴿مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا﴾(14).

وقال تعالى ﴿اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾(15) وقال تعالى ﴿قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا﴾(16) وقال تعالى ﴿وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾(17).

وغيرها آيات أخرى أكدت لزوم طاعة الرسول (ص) وأنَّها من طاعة الله عزَّ وجل، فلو كان لزوم طاعته مختصًا بحالة دون حالة لكان على الله عزَّ وجل أن يُبيِّن ذلك حتى لا يلزم التغرير من إطلاق كلامه، ولعمري إنَّ هذا لواضح لمن ألقى السمع وهو شهيد. فماذا أصاب القوم وما الذي دهاهم ولماذا شغبوا على النبيِّ (ص) وأكثروا اللغو والتخاصم في مجلسه؟ وهل نسي الخليفة قوله تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾(18) وهي قد نزلت فيه وفي الخليفة الأوّل كما أفاد ذلك البخاري بسنده عن ابن أبي ملكية (إن عبد الله بن الزبير أخبره انه قدم ركب من بني تميم على النبي (ص) فقال أبو بكر أمَّر القعقاع بن معبد وقال عمر بل أمَّر الأقرع بن حابس فقال أبو بكر ما أردت إلا خلافي فقال عمر:  ما أردت خلافك فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما فنزلت ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ﴾ إلى أن انقضت الآية ولو أنَّهم صبروا إلى أن تخرج إليهم الآية.

وروى البخاري أيضًا بسنده عن ابن أبي ملكيّة قال: أن قوله تعالى ﴿لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ﴾(19) نزلت في أبي بكر وعمر عندما قدم على النبي (ص) ركبُ بني تميم واختلف فيمن يؤمِّر عليهم وقال: كاد أن يهلكا رفعا أصواتها عند النبي (ص).

أقول: هل نسي الخليفة ومَن قِبل قوله مفاد الآية الأولى من سورة الحجرات والتي تنهى عن الاقتراح والبت في الأشياء أمام رسول الله (ص) ودون إذن منه، ألم تكن هذه الآية قد وبَّخته قبل زمن قصير، فلماذا عاد إلى ما وقع فيه قبلُ، وليت الأمر كان كذلك وحسب ولم يكن اعتراضًا على أمر رسول الله (ص) ومنعًا من أن يمتثل الحاضرون لأمره، فالآية نهت عن الاقتراح والبت في الأمور قبل رسول الله (ص) ودون إذنه وحينئذٍ يكون الاعتراض على أمر قد قضاه رسول الله (ص) وبعث نحوه وأمر بامتثاله أشدُّ نهيًا وأكثر إساءة للأدب وهكذا أخطئوا حظهم، فرحل عنهم رسول الله (ص) وهو يخشى عليهم الضلال بعد أنْ حالوا بينه وبين كتابة ما يعصمهم من الوقوع في الضلال، فحقَّ لابن عباس أن يخضب الحصباء من دموعه وأن يعبِّر عن ذلك اليوم بالرزيّة كلَّ الرزيّة.

وبمجموع ما ذكرناه يتبين فساد الاحتمال الأوّل وهو أنَّ النبي (ص) قد أناط مسئولية ما كان يمارسه من أدوار إلى الأمّة، وذلك لاتضاح عدم لياقتها وأهليتها لحمل أعباء النبوّة، وحينئذٍ يكون تفويض الأمر إليها منتجًا لتقويض ما كان رسول الله (ص) قد شيّده وأرسى أركانه، وبذلك يتعين الاحتمال الثاني وهو أنَّ رسول الله (ص) ونتيجة لإدراكه خطورة هذه الأدوار وأهميتها لحماية أهداف الرسالة وضمان استمرارها ونتيجة لإدراكه عدم لياقة الأمّة بعدُ لتحمُّل أعباء هذه المسؤولية الثقيلّة سعى لتأهيل واحد من أفراد الأمّة لينهض بعده بهذا العبء الثقيل جدًا وتدخلت العنايّة الإلهية لصياغته كما تدخَّلت في ذلك صياغة رسول الله (ص) حرصًا منه على حماية الرسالة وصيانة أهدافها لتكون بذلك صالحة لهداية الإنسان أبد الدهر.

وهنا يقع الحديث عن تحديد هويّة هذا الشخص الذي تأهل بعد رسول الله (ص) لحمل أعباء الرسالة فمن هو هذا الشخص؟

لا أعتقد أن أحدًا من أبناء السنة يقبل بخروج دائرة البحث عن الخلفاء الأربعة، وقد تبيَّن مما ذكرناه أنَّ الخلفاء الثلاثة لم يكونوا أحسن حالاً من بقية أفراد الأمّة، فقد اتَّضح مما ذكرناه وكثيرًا مما تركناه أن الخلفاء الثلاثة لم يكونوا قد استوعبوا معارف القرآن ولم يكونوا قد وقفوا على الكثير من أحكام الشريعة وكانت تغرب عنهم واضحات السنة الشريفة، وكان يشغلهم كما يشغل غيرهم الصفق في الأسواق، وكان ينتابهم الضعف كما كان ينتاب غيرهم، فقد تثاقلوا كما تثاقل غيرهم عن إنفاذ جيش أسامة، ومن قبلُ لم يكونوا فيمن ثبت حينما كانت الدائرة على رسول الله (ص) في احدٍ وخيبر وحنين، وقد عبَّروا عن مبلغ وعيهم عندما لم يتفطَّنوا لدسائس المضلِّين أمثال كعب الأحبار وتميم الداري وعندما أخلوا لمعاوية العنان ومكَّنوا له في الأرض ليفتح على الأمّة بعد ذلك باب الضلال والفتن.

كلُّ ذلك وغيره يعبِّر عن عدم أهليتهم لصيانة أغراض الرسالة وحمل أعبائها، على أنَّهم لم يدَّعوا لأنفسهم أنَّ النبي (ص) قد أعدَّهم إعدادا خاصًا كما لم يدَّع أحد من أبناء الأمّة أنَّ لهم هذه الخصوصيّة بل كانوا يعترفون بالانشغال عن تحصيل المعارف الدينية بالصفق في الأسواق، وكانوا يعترفون بقصورهم عن فهم مسائل كانوا قد سألوا رسول الله  (ص)عنها مرارًا كميراث الكلالة، وكانوا كثيرًا ما يرجعون إلى الصحابة لسؤالهم عن السنة الشريفة وعمَّا كان قد بيَّنه رسول الله (ص) من أحكام بل كانوا يسألون عن قرآنية بعض ما صدر عن رسول الله (ص) وكان الخليفة الثاني قد اعترف في موارد عديدة أنَّ كل الناس أفقه منه ولم يكن ذلك منه تواضعًا وإنما يعبِّر عن ذلك عندما يعجز عن بيان حكم مسألة ويُبيِّنها غيرُه أو يُخفق في حلِّ معضلة ويُعالجها غيرُه أو يخطأُ في بيان حكم فيُصحِّح له غيرُه، عندئذٍ كان يقول كل أحد أعلم من عمر أو افقه منك يا عمر أو كل الناس أفقه من عمر حتى ربَّات الحجال أو حتى المخدَّرات في البيوت أو حتى العجائز أو يقول لولاك لافتضحنا هذا وقد جبهَ بعضُ كبار الصحابة وهو أُبي بن كعب الخليفةَ الثاني بالقول "إنِّي كنت أحضر وتغيبون وأُدعي وتُحجبون"(20)، وقال له في موضع آخر "أنه كان يلهيني القرآن ويُلهيك الصفق بالأسواق"(21) وقال له في موضع آخر: "أخذتها من فِي رسول الله (ص) وليس لك عمل إلاّ الصفق بالبيع (بالبقيع)"(22).

وقال أُبي للخليفة في موضعٍ أأتكلم قال: تكلّم فقال: "لقد علمت أني كنت أدخل على النبي (ص) ويُقرئني وأنت بالباب.."(23) إذن لم يكن للخلفاء الثلاثة ما يُميِّزهم عن سائر الصحابة فيما يتصل بالكفاءة العلميّة والروحيّة، فهم وإن كانوا قد حفظوا عن رسول الله (ص) وجاهدوا في سبيل الله عزَّ وجل إلاّ أن ذلك لم يكن يقتضي التأهُّل لحمل أعباء الرسالة بعد رسول الله (ص)، فكما أنَّ جهاد سائر الصحابة ومقدارَ ما حفظوه لم يكونا موجبين لتأهُّلهم لهذا المنصب الخطير فكذلك الحال بالنسبة للخلفاء الثلاثة إذ أنَّ ذلك يحتاج إلى إعداد خاص لم يحظ به الخلفاء الثلاثة ويحتاج إلى استعداد ذاتي عبرت الأيام عن عدم واجديتهم له.

والحمد لله رب العالمين

الشيخ محمد صنقور


1- صحيح البخاري ج6 / ص48، صحيح مسلم ج8 / ص151.

2- صحيح مسلم ج6 / ص40.

3- صحيح البخاري ج6 / ص134.

4- سورة الجمعة / 11.

5- مسند أبي يعلى ج3 / ص406.

6- صحيح مسلم ج6 / ص179.

7- صحيح مسلم ج5 / ص76.

8- صحيح البخاري ج7 / ص9.

9- صحيح البخاري ج4 / ص31.

10- سورة الحجرات / 2.

11- سورة الحجرات / 1.

12- سورة الأحزاب / 36.

13- سورة يونس / 35.

14- سورة الحشر / 7.

15- سورة الأنفال / 24.

16- سورة النور / 54.

17- سورة آل عمران / 132.

18- سورة الحجرات / 1.

19- سورة الحجرات / 2.

20- كنز العمال -المتقي الهندي- ج2 / ص595.

21- الدر المنثور -جلال الدين السيوطي- ج5 / ص183، السنن الكبرى -البيهقي- ج7 / ص69، سير أعلام النبلاء -الذهبي- ج1 / ص397.

22- كنز العمال -المتقي الهندي- ج2 / ص568، فتح القدير -الشوكاني- ج3 / ص225.

23- الدر المنثور -جلال الدين السيوطي- ج6 / ص79.