الاعتقاد بأنَّ الائمة (ع) أفضل من الأنبياء؟


المسألة:

السلام عليكم

الاعتقاد بأنَّ الأئمة (عَلَيْهِمُ السَّلامُ) أنبياء هذا غلو. أمَّا الاعتقاد بأنَّ الأئمة أفضل وأرفع مقامًا من الأنبياء فليس غلوًّا. كيف يكون ذلك أرشدونا ولكم جزيل الشكر.


الجواب:

الاعتقاد بأنَّ الأئمة المعصومين (عليهم السلام) أنبياء ينافي أصلاً من أصول العقيدة يعدُّ من ضرورات الدين، وهو أنَّ النبيَّ محمداً (صلى الله عليه وآله) خاتم الأنبياء والمرسلين كما صرَّح القرآن بذلك، ولهذا لا يعتقد أحدٌ من الشيعة الإمامية بذلك، ومَن اعتقد بذلك أو احتمله فهو ضالٌ منحرف العقيدة خارج من حوزة الإسلام، وأمَّا أفضلية الأئمة (ع) على بعض الأنبياء (ع) الذين سبقوا النبيِّ محمد (ص) فهو بمعنى الاعتقاد بأعلميِّتهم بدين الله تعالى وتفوُّقِهم عليهم في التقوى والعبادة وشبه ذلك، فالنبوَّة منصبٌ ووظيفةٌ انتهى أمدُها وخُتمت بالنبيِّ الكريم (ص) وأمَّا المراتب العلمية والروحية فلم تقتضِ العناية الإلهيَّة حجبها عن أوليائه، على أنَّ الاعتبار يساعد على ذلك إذ أنَّ الأئمة (ع) جاؤا بعد زمان الأنبياء فجمعوا علومهم بواسطة خاتم الإنبياء (ص) وقد كان الله تعالى يُنزل مِن علمه على أنبيائه (ع) بحسب ما تقتضيه حاجتهم وزمانهم، فكان علم الله وشرائعه تنزل تدريجاً إلى أن جمع الله ذلك لنبيِّه الخاتم (ص) وورثه بعده أوصياؤه (عليهم السلام)، فهم قد جمعوا علم أنبياء الله السابقين.

 

والحمد لله رب العالمين

 

الشيخ محمد صنقور