سجود التلاوة في مذهب العامة


المسألة:

كما هو معروف أنه يجب السجود على من يقرأ آيات السجدة الواجبة في القرآن الكريم، وهي تقع في اربع سور تُسمى (سور العزائم) كما يستحب السجود في أحد عشر موضعاً آخر من القرآن الكريم. لكن عند الرجوع الى المصحف الشريف فالملاحظ أن جميع هذه الآيات قد اتبعت بعلامة وجوب السجود (خط أفقي).

 

فهل يفهم من ذلك أن هناك خلاف في هذه المسألة بين الشيعة والسنة حيث أنهم يروا وجوب السجود عند المواضع كلها؟

وشكرا


الجواب:

نعم سجود التلاوة من السنَّة مطلقاً في مذهب العامة، فلا تجب السجدة لشيءٍ من آيات السجدة عندهم وإنَّما يستحبُّ ذلك في مذهبهم، ويستدلون لذلك:

 

بمثل ما رُوي في صحيح مسلم عن ابن عمر قال: "ربَّما قرأ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) القرآن فيمرُّ بالسجدة فيسجدُ بنا حتى ازدحمنا عنده حتى ما يجدُ أحدُنا مكاناً ليسجد فيه، في غير صلاة"(1).

 

وبما رواه البخاري في صحيحه عن عمر بن الخطاب انَّه: "قرأ يوم الجمعة على المنبر بسورة النحل حتى إذا جاء السجدة نزل فسجد وسجد الناس حتى إذا كانت الجمعةُ القابلةُ قرأ بها حتى إذا جاء السجدة قال: يا أيَّها الناس إنَّا نمرُّ بالسجود فمَن سجد فقد أصاب، ومَن لم يسجد فلا إثمَ عليه، ولم يسجد عمر"، وزاد نافع عن ابنُ عمر: "إنَّ الله لم يفرضِ السجودَ إلا أنْ نشاء".

 

فسجود التلاوة مستحبٌ عندهم في مطلق الموارد خلافاً لمذهب أهل البيت (ع) حيثُ يجبُ السجود عن قراءة آياتِ السجدة من سور العزائم الأربع ويستحبُّ في بقية الموارد.

 

والحمد لله رب العالمين

 

الشيخ محمد صنقور

 

1- ج4 ص88.