وقت صلاة ليلة الدفن
المسألة:
هل لصلاة الهديَّة -صلاة ليلة الدفن- وقت محدَّد أو يصحُّ الإتيان بها في أي آنٍ من آنات ليلة الدفن؟
الجواب:
يمتدُّ صلاة ليلة الدفن بامتداد الليلة التي وقع فيها أو في نهارها دفنُ الميِّت كما هو مقنضى الرواية التي هي مستند مشروعية هذه الصلاة حيث ورد فيها: "لا يأتي على الميِّت أشدُّ من أول ليلةٍ فارحموا موتاكم بالصدقة فإنْ لم تجدوا فليصلِّ أحدكم يقرأ في الأولى الحمد وآية الكرسي، وفي الثانية الحمد والقدر عشراً ..".
فإنَّ مقتضى إطلاق الأمر بالصلاة في أول ليلة هو امتداد وقتها بامتداد الليلة الأولى للدفن، نعم المستظهَر منها هو أفضليَّة أدائها في أول الليل، وإذا وقع الدفن ليلاً فالأفضل المبادرة إلى أدائها بعد الدفن، وذلك لأنَّ الرواية ظاهرة بأن الشدَّة والوحشة ترتفع عن الميِّت بمجرَّد الإتيان بالصلاة وبعث ثوابها إلى قبره، فقد ورد فيها: "فإذا سلَّم قال: اللهم صلِّ على محمد وآل محمد، وابعث ثوابها إلى قبر فلان فإنَّه تعالى يبعثُ من ساعته ألف ملك إلى قبره ..".
ولذلك أفاد الفقهاء أنَّه ينبغي التعجيل بها بعد أداء العشائين، وذلك لكون الفريضة مقدَّمة على النافلة بل لا يبعد رجحان الإتيان بها بعد أداء المغرب ونافلتها إذا لم يدخل الوقت الفضيلي لفريضة العشاء.
والحمد لله رب العالمين
الشيخ محمد صنقور