﴿وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ﴾ .. كيف ذلك؟


المسألة:

في سورة الكهف يقول تعالى يصف من أحوال أصحاب الكهف: ﴿وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ﴾ هل معنى ذلك أنهم لم يكونوا أمواتًا وكيف يحسبهم الرائي أيقاظًا وهم رقود؟


الجواب:

نعم لم يكونوا أمواتًا بل كانوا في نومٍ عميقٍ وثقيل كما أفاد ذلك القرآن في قوله تعالى: ﴿فَضَرَبْنَا عَلَى آَذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا﴾(1) ومعنى ذلك أنَّه تعالى ألقى عليهم نومًا عميقًا ثقلت له آذانُهم فحال ذلك دون سماعهم للأصوات التي يتَّفقُ صدورُها حولَهم كأصوات الرعد والمطر والرياح وأصوات السباع.

 

وأمَّا كيف يَحسبُهم الرائي أيقاظًا لو اتَّفق له الاطَّلاع عليهم فذلك لأنَّ أعينَهم كانت مفتوحةً على خلاف ما عليه عادةُ النائم، فالمطَّلع عليهم يتوهَّمُ لأول وهلةٍ وقبل التحقُّق أنَّهم أيقاظ، فالآيةُ كانت بصدد التوصيف للمشهد الذي كان عليه أصحاب الكهف، ولذلك تحدَّثت الآيات عن موقعِهم وأنَّهم كانوا في فجوة من الكهف وأنَّ الشمس كانت تزاور عن كهفهم فتُصيبُ من أجسامِهم، وتحدَّثت عن أنَّهم كانوا يتقلَّبون ذات اليمين وذات الشمال وأنَّ كلبهم كان باسطًا ذراعيه في فناء الكهف.

 

والحمد لله رب العالمين

 

الشيخ محمد صنقور


1- سورة الكهف / 11.