ما يُدعى به للكفاية من الرؤية المكروهة
المسألة:
ما يصنع الإنسان إذا رأى في المنام رؤيا مزعجة وخشي من تحقُّقِها؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
روى الكليني في الكافي بسندٍ صحيح عن مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّه (ع) قَالَ: إِذَا رَأَى الرَّجُلُ مَا يَكْرَه فِي مَنَامِه فَلْيَتَحَوَّلْ عَنْ شِقِّه الَّذِي كَانَ عَلَيْه نَائِمًا، ولْيَقُلْ ﴿إِنَّمَا النَّجْوى مِنَ الشَّيْطانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا ولَيْسَ بِضارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ الله﴾(1) ثُمَّ لْيَقُلْ: عُذْتُ بِمَا عَاذَتْ بِه مَلَائِكَةُ اللَّه الْمُقَرَّبُونَ وأَنْبِيَاؤُه الْمُرْسَلُونَ وعِبَادُه الصَّالِحُونَ مِنْ شَرِّ مَا رَأَيْتُ ومِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ"(2).
وغالبُ ما يراه النائم في المنام ينشأ عن هواجسَ في النفس كالخوف والرغبة والحزن فتنعكس هذه الهواجس في المنام إلى رُؤى أو تنشأ عن طبيعة الطعام الذي تمَّ تناوله قبل النوم أو عن أَلَمٍ أو ضعفٍ يجدُه في جسده أو عن جوعٍ أو عطش، أو تنشأ عمَّا يُشاهده الإنسان من مشاهدَ وصورٍ في حال اليقظة أو ما يتلقَّاه من أفكارٍ ومعلومات في حال اليقظة، أو ينشأ عمَّا يختزنه الإنسان في عقلِه الباطن، فإنَّه قد يطفو على صفحة الذهن في المنام على هيئة صورٍ وأحداثٍ لها نحوُ تناسبٍ مع ما يختزنه في عقلِه الباطن، وهذا التناسب قد لا يكون ظاهرًا.
فالأحلام التي تنشأ عن شيء من ذلك لا واقع لها ولا تأثير، وهي أضغاث أحلام لا ينبغي الاعتناء بها.
ويحسن بالمؤمن أنْ يتَّكلَ في جميع أموره على ربِّه ويسألَه العافية من كلِّ بلاء ولا يجعل للشيطان عليه سبيلا، وينبغي له أن ينام على طهارةٍ ويقرأ المعوذتين ويلتزم بتسبيح فاطمة (ع) المُعبَّر عنها بتسبيحة الزهراء (ع).
والحمد لله ربِّ العالمين
الشيخ محمد صنقور
2 / ربيع الأوّل / 1442هـ
19 / 10 / 2020م
1- سورة المجادلة / 10.
2- الكافي -الشيخ الكليني- ج8 / ص142.