أنا وأبو بكر كفرسي رهان..


المسألة:

السلام عليكم

ما صحَّة الحديث القائل عن رسول الله (ص) ربما ليس بهذا النص ولكنه بالمعنى:

(كنت أنا وأخي علي بن أبي طالب كفرسي رهان فسبقته فتبعني ولو سبقني لتبعته)؟


الجواب:

ليس لهذا الذي سمَّيتَه حديثاً عينٌ ولا أثرٌ في شيءٍ من مصادرنا، نعم يتداولُ بعضُ وعَّاظ السنَّة وخطبائهم وكتابهم أنَّ رسول الله (ص) قال في أبي بكر: "أنا وأبو بكر كفرسي رهان سبقته فاتبعني ولو سبقني لاتبعتُه"

 

وقد صرَّح عددٌ من علماء السنَّة أنَّ هذا الحديث موضوع مكذوبٌ على رسول الله (ص)

 

فممَّن صرَّح بذلك ابنُ الجوزي في كتابه الموضوعات قال: "وقد تركت أحاديث كثيرة يروونها في فضل أبى بكر .. وما أزال أسمع العوام يقولون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: "ما صب الله في صدري شيئا إلا وصببتُه في صدر أبى بكر" "وإذا اشتقتُ إلى الجنَّة قبَّلتُ شيبة أبى بكر"، "وكنتُ أنا وأبو بكر كفرسي رهان سبقتُه فاتَّبعني ولو سبقني لاتبعتُه" في أشياء ما رأينا لها اثراً في الصحيح ولا في الموضوع ولا فائدة في الإطالة بمثل هذه الأشياء" الموضوعات -ابن الجوزي- ج1 / ص319.

 

وقال العجلوني في كتاب كشف الخفاء: "وباب فضائل أبي بكر الصديق أشهر المشهورات من الموضوعات كحديث: "إن الله يتجلى للناس عامَّة ولأبي بكر خاصة. وحديث: ما صَبَّ الله في صدري شيئاً إلا وصببتُه في صدر أبي بكر .. وحديث: كان صلى الله عليه وسلم إذا اشتاق إلى الجنَّة قبَّل شيبة أبي بكر .. وحديث: أنا وأبو بكر كفرسي رهان .. وحديث: إن الله لما اختار الأرواح اختار روح أبي بكر وأمثال هذا من المفتريات المعلوم بطلانها ببديهة العقل" كشف الخفاء -العجلوني- ج2 / ص419.

 

وقال ملا علي بن سلطان القاري الهروي الحنفي في كتابه الأسرار المرفوعة في الأحاديث الموضوعة: "وممَّا وضعه جهلةُ المنتسبين إلى السنَّة في فضل الصديق حديث: إنَّ الله يتجلَّى للناس عامة يوم القيامة ولأبي بكر خاصَّة" وحديث: "ما صبَّ الله في صدري شيئاً إلا صببتُه في صدر أبي بكر" وحديث: "كان إذا اشتاق إلى الجنة قبَّل شيبة أبي بكر" وحديث: "أنا وأبو بكر كفرسي رهان .." الأسرار المرفوعة في الأحاديث الموضوعة (الموضوعات الكبرى) ملا علي القاري ص454.

 

والحمد لله ربِّ العالمين

 

الشيخ محمد صنقور