معنى:العالِمُ مَن لا يَشبَعُ مِنَ العِلمِ ولا يَتَشَبَّعُ بِهِ


المسألة:

عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) قال : "العالِمُ مَن لا يَشبَعُ مِنَ العِلمِ ولا يَتَشَبَّعُ بِهِ " .

ما معنى: " ولا يَتَشَبَّعُ بِهِ" في الرواية الشريفة؟


الجواب:

المتشبِّع بالعلم هو المتزيِّن بما ليس عنده من العلم، فيتظاهر بوجدانه للعلم وهو ليس كذلك أو يتزيَّن بأكثر ممَّا عنده من العلم بأنْ يتظاهر بأنَّه واجدٌ لهذه المرتبة من العلم والواقع أنَّه ليس كذلك، فالتشبُّع من -صيغ التكلُّف والادِّعاء- يُطلق ويراد منه التجمُّل بالباطل وبخلاف الواقع.

 

والأصل في ذلك هو أنْ يتظاهر الرجل بالشبع والواقع أنَّه ليس بشبعان.

 

وقد استُعملت هذه الصيغة في الحديث النبوي المشهور: " المتشبِّع بما لم يُعطَ - أو بما لا يملك- كلابس ثوبي زور" كأنْ يتظاهر أنَّه من ذوي الشرف والنسب والواقع أنَّه ليس كذلك فهو كلابس ثوبي زور أي كمَن يلبس مثلاً ثياب الزهاد ليظهر في مظهر أهل الزهد والواقع أنَّه ليس كذلك فهو بفعله من ذوي الزور والكذب، أو يلبس ثياب التجَّار وذوي الجاه ليحتال على الناس فيثقون بما يُبرمه من صفقات البيع والشراء والرهن والقرض ، أو لا يكون غرضه الاحتيال بل نيل الحظوة والتبجيل فهو بذلك يسخر من نفسه لأنَّه وضعها في غير موضعها .

 

والخلاصة المراد من المتشبِّع بالعلم هو المدَّعي للعلم والمتجمِّل بما عليه أهله والواقع أنَّه خِلوٌ منه أو المدَّعي لمرتبة من العلم والمتظاهر بوجدانه لها على خلاف الواقع فهو كلابس ثوبي زور.

والحمد لله رب العالمين

الشيخ محمد صنقور