قراءة المنادَى العلَم الموصوف بـ (ابن)


المسألة:

في دعاء التوسُّل يرد فيه مثل: يا عليَّ بنَ الحسين بنصب المنادَى وكذلك يا جعفرَ بنَ محمد، وهكذا بقية أسماء الأئمة (ع) الواردة في دعاء التوسل.

 

وأشكل بعض الإخوة الطلبة على ذلك وقال: إنَّه غلط والصحيح هو رفع المنادَى لأنَّ (علي) و(جعفر) أسماء علم ومعرفة، ولا يصحُّ النصب للمنادى العلَم بأيِّ حالٍ من الأحوال، فلا يمكن أن تكون مضافاً ولا شبيهاً بالمضاف.

 

والسؤال: هل مِن الخطأ قراءة مثل: يا عليَّ بن الحسين بالنصب، وأنَّ الصحيح هو الرفع باعتباره من العلم المنادى؟


الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلِّ على محمد وآل محمد

 

يجوز في المنادى العلَم المفرد إذا وُصف بـ (ابن) وأُضيف ابن إلى علم يجوز في هذا الفرض بناء المنادَى على الضم، فيقال: يا عليُّ بنَ الحسين، ويجوزُ أيضاً نصب العلم المنادَى بالفتح اتباعاً فيُقال: يا عليَّ بنَ الحسين.

 

فالعلم المفرد المنادى وإنْ كان مبيناً على الرفع ولكنَّه في محلِّ نصب، ولذلك يكون (ابن) والذي هو صفة للعلم منصوباً تبعاً لمحلِّ الموصوف وهو العلَم المنادى. وعليه فنصبُ "علي" في المثال جاء اتباعاً لحركة النصب الثابتة للصفة (ابن) فابنُ ليس مضافاً إلى (عليٍّ) وإنَّما هو صفة لعليٍّ منصوب على محلِّ (عليٍّ) ونصبُ (علي) والذي هو موصوف جاء اتباعاً لحركة الصفة (ابن).

 

والخلاصة: إنَّه يجوز الوجهان في المنادَى العلَم المفرد، فيجوز البناء على الضمِّ وهو الأصل، ويجوز النصب اتباعاً وهو الأكثر، فيصحُّ دون إشكال أنْ يقال: يا عليَّ بن الحسين، ويا جعفرَ بنَ محمد. فيكون جعفر منادَى منصوب اتباعاً لحركة صفته (ابن)

 

يقول صاحب الألفية:

ونحو زيدٍ ضُمَّ وافتحنَّ مِن ** نحوِ أزيدَ بنَ سعيدٍ لا تُهن

 

يعني إذا كان المنادَى مفرداً علَما ووُصف بابن وكان (ابن) مضافاً إلى علَم، ولم يُفصل بين المنادَى وبين (ابن) بفاصلٍ جاز في المنادَى وجهان:

 

الأول: البناء على الضم: نحو يا زيدُ بنَ سعيد.

والثاني: الفتح إتباعاً: نحو يا زيدَ بنَ سعيد.

وفي المثال: يا عليَّ بنَ الحسينِ

 

فعليٌّ منادَى علمٌ وُصف بكلمة (ابن) وابن مضافٌ إلى علَم وهو الحسين، ولم يُفصل بين المنادَى وبين (ابن) بفاصلٍ لذلك، جاز نصبُ المنادَى إتباعاً لحركة الفتح الثابتة لابن والذي هو صفةٌ لعليٍّ منصوب على المحل.

 

نعم لو قلنا يا علي السجَّاد ابن الحسين تعيَّن رفع المنادى، وذلك للفصل بين المنادَى وبين كلمة (ابن) بكلمة السجَّاد، وكذلك يتعيَّن الرفع لو قيل يا علي بن الشهيد، فإنَّ ابن لم تُضف إلى علم، فالحكمُ بجواز النصب للمنادَي العلَم مشروط بشرطين:

 

الأول: بأنْ لا يفصل بين المنادَى العلَم وبين كلمة (ابن) بفاصل.

والثاني: أنْ يُضاف ابن إلى علَم مثل الحسين.

 

والحمد لله ربِّ العالمين

 

الشيخ محمد صنقور