الحكمة من الترغيب في البكاء على الحسين (ع)


المسألة:

شيخنا أبا جعفر

القول بأنَّ غرض البكاء والتعزية هو الحصول على الثواب ونيل شفاعة الأئمّة الأطهار عليهم السلام. والحال أن فرض الثواب على عمل ما فرع وجود حكمة ومصلحة في نفس ذلك العمل، فالعمل لا يستبطننّ أيّ ثواب ما لم تكن فيه مصلحة وحكمة معقولة. والسوال عن مصلحة العمل وحكمته.

 

هل يمكن إثارة عواطف ملايين الأفراد وإبكائهم طيلة التاريخ لغرض تحصيل الثواب؟!


الجواب:

الثواب ونيل الشفاعة ليس هو مِلاك الأمر بالبكاء على الإمام الحسين (ع) فالثواب أثرٌ ونتيجة أو قل هو جزاء، تماماً كما هو الثواب على أداء الصلاة والزكاة وغيرها من الطاعات، فإنَّ الثواب على أداء الصلاة مثلاً ليس هو  مِلاك جعل الصلاة والأمر بها بل هو أثرٌ وجزاءٌ على الالتزام بالأمر بالصلاة، وأمَّا ملاك جعل الصلاة أو الحكمة من جعلها فهو مثل نهيِها عن الفحشاء والمنكر.

 

كذلك هو البكاء على الإمام الحسين (ع) فإنَّ مِلاك الأمر به أو قل الحكمة من الترغيب فيه والحضِّ عليه فهو صيرورة الحسين (ع) حاضراً في وجدان الناس، فيكون ذلك طريقاً لهدايتِهم.

 

فإثارةُ مشاعر الحزن والبكاء على الحسين (ع) يُساهمُ في توثيقِ صلتهم به فيبعثُهم ذلك إلى الاقتداء به والاهتداء بهديه. وهذا هو منشأ الأمر بمودة أهل البيت(ع) فإنَّ مودَّتهم يكون طريقاً للهداية، تماماً كما أنَّ مودة الأشرار والمضلِّين يكون طريقاً للضلال.

 

فإنَّ المودة والحبُّ هي أسرع طرق الاقتداء فمَن أحبَّ أئمة الهدى رغِب في الاقتداء بهم والاهتداء بهديهم، ومن أحبَّ المضلِّين رغب في سلوك طريقهم.

 

والحمد لله ربِّ العالمين

 

الشيخ محمد صنقور