الاطمئنان الناشئ عن مناشئ عقلائية


المسألة:

ما معنى الإطمنئان الحاصل من المناشئ العقلائية؟

الجواب:

الاطمئنان هو الوثوق الموجب لسكون النفس وهو لا يتحقق إلا في حالة يكون معها احتمال الخلاف ضئيلا ً جداً لا يعتدُّ العقلاء بمثله، وذلك في مقابل العلم واليقين والذي لا يُحتمل معه الخلاف ولو بمستوىً ضئيل جداً.

فعندما تتجمع قرائن كثيرة على أنَّ زيداً هو القاتل مثلا ً فإنَّ النفس تطمئن بأنه هو القاتل ولكن يبقى احتمال أنه ليس هو القاتل إلا أنَّ هذا الاحتمال ضعيف جداً لا يرتب العقلاء عليه أثراً، فعندما تكون نسبة احتمال تورط زيد بالقتل تساوي 98% أو 99% فإنَّ هذه النسبة هي المنتجة للإطمئنان لأنَّ احتمال الخلاف وأنه ليس بقاتل تساوي 1% او 2% وهذه النسبة لا يعتدُّ بها العقلاء.

وأما المراد من الاطمئنان الناشئ عن مناشئ عقلائية فهو الوثوق وسكون النفس الناتج عن قرائن وعلامات لو اطلعَ عليها العقلاء لأوجبت لهم الاطمئنان والوثوق وذلك في مقابل القرائن التي لا توجبُ الوثوق عند العقلاء.

مثلاً: عندما يخبرك العلماء العدول وأهل التخصص بأن زيداً هو الأعلم فإنَّ حصول الاطمئنان بصحة قولهم نشأ من منشأ عقلائي لأنَّ العقلاء يعتمدون في مثل ذلك على أهل التخصص.

أما لو أخبرك عوام الناس بذلك فإنّه لا ينبغي حصول الاطمئنان من قولهم، ولو حصل الاطمئنان من قولهم فإنّه يكون ناشئاً عن منشأ غير عقلائي فإنَّ العقلاء لا يعتمدون في مثلِ ذلك على غير أهل التخصص.

وهكذا لو أخبرك أحدٌ من غير العارفين بالطبِّ بأنَّ فلاناً هو أمهر الأطباء فإنَّ التعويل على قولهِ لا يكون عقلائياً وهذا بخلاف مالو أخبرك الأطباء بذلك فإنَّ الاطمئنان بقولهم يكون له منشأ عقلائي.

والحمد لله رب العالمين

 

الشيخ محمد صنقور