خروج النّساء لمشاهدة المواكب الحسينيَّة جائز في نفسه ما لم يكن نظرهنّ للرِّجال بريبة ولم يترتَّب على خروجهنَّ مفسدة إلا أنّه لا ينبغي للمؤمن أن يقصر نظره على ما هو حرام وما هو واجب بل ينبغي له رعاية ما يندب إليه الشَّارع وما يدعو للتنزه عنه، فقد أكَّدت الروايات الواردة عن أهل البيت (ع) على مرجوحيَّة بل ومبغوضيَّة حضور النساء لمحافل الرجال، وقد ورد عن السيدة فاطمة الزَّهراء (ع) أنَّها كانت تقول: "خيرٌ للمرأة أن لا ترى الرجال ولا الرجال تراها".

ثُمّ إنَّ مرجوحيَّة حضور النساء في محافل الرجال تتأكد حينما يكون الغرض من تجمّع الرجال إحياءَ شعيرةٍ دينيَّة، وذلك لأنَّ الإحياء لأمر أهل البيت (ع) عملٌ صالح ندب إليه الشَّارع المقدَّس فشوْبُه بما هو مرجوح وممقوت قد يُنتج انتفاء الغرض من الندب إلى عقد هذه التجمعات، فنكون قد ساهمنا في تفويت الأهداف الدينيَّة من إقامة هذه المواكب. ولعلَّه لذلك أفاد بعضُ المراجع أنَّ خروج النِّساء لمشاهدة المواكب الحسينيَّة أشدُّ على الحسين (ع) من السَّهم المثلَّث الذي وقع في قلبِه.

والحمد لله رب العالمين

الشيخ محمد صنقور