الحكمة من تشريع ختان الذُّكور


المسألة:

ما هي الحكمة من الختان؟ وهل ورد عن أهل البيت (ع) شيء في ذلك؟

الجواب:

لم يعد خافيًا على أحدٍ ما يترتب من مضاعفات عدم الختان للذكور بعد تطوّر العلم، وتكفي المراجعة السريعة لكلمات المُختصِّين للوقوف على ما يترتَّب على عدم الخِتان من مضاعفاتٍ صحِّيةٍ وما ينتُجُ عن الختان في سِنّ الطُّفولة من آثارٍ إيجابيَّة.

وهنا نُشير إلى بعض ما ذَكَرَهُ المُختصُّون في ذلك:

1- كتب البرفسور ويزويل: "لقد كنت من أشدّ أعداء الخِتان وشَاركت في الجهود التي بُذِلَت عام 1975م ضِدَّ إجرائه إلا أنَّه في بداية الثَّمانينات أظهرَتْ الدِّراسات الطّبيّة زيادةً في نسبة التهابات المجاري البولية عند الأطفال غَير المختونين وبعد تمحيصٍ دقيقٍ للأبحاث التي نُشرت فقد وصلتُ إلى نتيجةٍ مُخالفةٍ وأصبحتُ من أنصار جعل الخِتان أمرًا روتينيًا يجب أن يُجرى لكلّ مولود.

2- ذكر الدُّكتور شُوبِن في دارسةٍ لهُ: أنَّ ختان الوليد يُسهِّل نَظافة الأعضاء الجنسية ويمنع من تجمّع الجراثيم تحت القلفة في فترة الطفولة. ونُقل عن الدكتور فرغستون: أنَّ الأطفال غير المختونين هم أكثر عُرضةً للإصابة بالتهاب الحشفة وتضيق القلفة (phemosis) من المختونين.

3- يقول البرفسور كلودري: "يمكن القول وبدون مُبالغة بأنَّ الخِتان الذي يُجرى للذّكور في سنٍّ مبكِّرة يُخفِّض كثيرًا من نسبة سرطان القضيب عندهم مما يجعل الخِتان عمليةً ضروريةً لابُدَّ مِنها للوقاية من حدوث الأورام الخبيثة.

وفي بحثٍ نشره الدكتور ميلبرغ وزملاؤه أكدوا فيه أن سرطان القضيب نادرٌ جدًا عند اليَهود وعند المُسلمين حيث يُجرى الخِتان أيام الطُّفولة الأولى وإنَّ أبحاثًا كثيرةً جدًا تُؤكِّد أنَّ الخِتان يَقِي من السَّرطان.

ويقول الدُّكتور هاندلي أنَّ الخِتان عند الرِّجال يَقِي نساءهم من الإصابة بسرطان عنق الرَّحم، وقال أنَّ الحالة الصِّحيَّة للقضيب والتهابات تُشكِّل خطرًا على المرأة يَفوق الخَطر الذي يتعرَّض له الرَّجل نفسه.

4- يرى أريا أنَّ للخِتان دورًا وقائيًّا هامًّا من الإصابة بكثيرٍ من الأمراض الجِنسية وخاصَّة العقبول والثَّآليل التَّناسلية.

وذكر دكتور منك: أن أكثر من 60 دراسةً علميَّةً أثبتت كُلُّها ازدياد حدوث الأمراض الجنسية عند غير المختونين.

وأورد دكتور ماركس خلاصةَ ثلاثِ دراساتٍ تُثبِتُ انخفاضَ نسبة مرض الأيدز عند المختونين. وأفاد الدكتور سيمونس أنَّ احتمال الإصابة بالأيدز بعد التَّعرض لفيروساته عند غير المَختونِين هي تسعةُ أضعافِ ما هو عليه عند المختونين.

بعد كل هذه الشَّهادات يَتبيَّن السِّرُّ مِن قَول الرَّسول (ص) وأهل البيت (ع): "طهِّروا أولادكم يوم السَّابع فإنَّه أَطيب وأطهر وأسرعُ لنبات اللحم".

وقولهم (ع): "اختنوا أولادكم يوم السَّابع فإنَّه أطهر وأسرع لنبات اللحم". للإطّلاع على المصادر يُراجع مقال الخِتان بَين موازين الطِّب والشَّريعة للدّكتور محمّد نزار الدقر.

والحمد لله رب العالمين

 

الشيخ محمد صنقور