علم الله بمن سيكون مؤمناً أو كافراً لا ينافي الاختيار


المسألة:

يقول أمير المؤمنين (ع) في نهج البلاغة وكان بصدد تفسير قوله تعالى ﴿وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ﴾، قال (ع): "فيعلم ما في الأرحام من ذكرٍ أو أنثى وقبيحٍ أو جميلٍ وسخيٍّ أو بخيلٍ وشقيٍّ أو سعيدٍ، ومَن يكون في النار حطباً أو في الجنان للنبيين مرافقًا، فهذا علم الغيب الذي لا يعلمه أحد إلا الله".

 

وسؤالي هو انه أليس في علم الله سبحانه و تعالى بحسن المولود أو قبحه أو كونه في الجنة أو النار جبر؟ و كيف نوفق بين التخيير و بين كون الله سبحانه و تعالى يعلم أن هذا الإنسان في النار أو الجنة؟


الجواب:

علمه تعالى بما سيؤول إليه أمر الإنسان وانه سيكون مؤمناً أو كافراً لا يُنافي الاختيار، أي انَّه لا يقتضي أن يكون الإنسان مُجبراً على الإيمان أو الكفر.

 

وذلك لان علمه تعالى بأن هذا سيكون مؤمناً والآخر سيكون كافراً معناه انَّه تعالى يعلم بأنَّ هذا سيختار الإيمان والآخر سيختار الكفر بمحض إرادته.

 

ويمكن التنظير لذلك لتقريب الصورة فحسب بالمعلِّم الحاذق العارف بتلاميذه فهو قد يُخيِّرهم مثلاً بين الحضور لدروس التقوية غداً وبين عدم الحضور وفي ذات الوقت هو يعلم بمن سيحضر ومن سوف لن يحض للدرس، فعلمه بمن سيحضر وبمن لن يحضر لا يعني أنهم لم يكونوا مختارين في الحضور وعدمه.

 

والحمد لله رب العالمين

 

الشيخ محمد صنقور