تُطلق صلاة الأوابين على نافلة الظهر، ويبدأ وقتها عند زوال الشمس، وقد ورد عن أبي جعفر (ع) قال: "كان رسول الله (ص) لا يصلي بالنهار شيئاً حتى تزول الشمس، وإذا زالت صلىَّ ثمان ركعات، وهي صلاة الأوابين تفتح في تلك الساعة أبواب السماء، ويُستجاب الدعاء وتهبُّ الرياح وينظر الله إلى خلقه، فإذا فاء الفيء ذراعاً صلىَّ الظهر أربعاً".

أي إنَّ الظل الحادث بعد الزوال إذا بلغ مقدار ذراع "قدمين" قام وصلىَّ الظهر.

وورد بسندٍ معتبر عن محمد بن مسلم قال: قلت: لأبي عبد الله (ع) إذا دخل وقت الفريضة أتنفلُ أو أبدأُ بالفريضة؟ فقال (ع): "إنَّ الفضل أنْ تبدأ بالفريضة وإنما أخِّرت الظهر ذراعاً من عند الزوال من أجل صلاة الأوابين".

وورد عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال: "صلاة الزوال صلاة الأوابين".

وتُطلق صلاة الأوابين على نافلة المسماة بصلاة فاطمة (ع) وهي أربع ركعات، كل ركعتين بتسليمة يُقرأ في كل ركعة بعد فاتحة الكتاب ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ خمسين مرة.

روى الشيخ الصدوق عن العياشي بسنده عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله (ع) قال: "من صلَّى أربع ركعات فقرأ في كل ركعة بخمسين مرة ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ كانت صلاة فاطمة (ع) وهي صلاة الأوابين".

وروى عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (ع) في ثوابها أنه "ينفتل حين ينفتل وليس بينه وبين الله عز وجل ذنب إلا غفره".

وتُسمَّى هذه الصلاة بصلاة أمير المؤمنين (ع) أيضاً، فقد رُوي عن أبي عبد الله الصادق (ع) أنه قال: "من صلى منكم أربع ركعات صلاة أمير المؤمنين (ع) خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه وقُضيت حوائجه، يقرأ في كل ركعة الحمد مرة وخمسين مرة ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾، فإذا فرغ منها دعا بهذا الدعاء وهو تسبيحه (ع) (سبحان من لا تبيد معالمه سبحان من لا تنقص خزائنه ..)".

ولم نقف في الروايات على وقت موظَّف لهذه النافلة.

نعم ورد من طرق السنة أن صلاة الأوابين هي التي تكون بين المغرب والعشاء، وورد عنهم أيضاً تسمية صلاة الضحى بصلاة الأوابين ولم يثبت ذلك عندنا بل أن صلاة الضحى غير مشروعة عندنا بقصد الخصوصية.

والحمد لله رب العالمين

الشيخ محمد صنقور