وردت روايات أفادت انْ لا عيادة في وجعِ العين، وهي محمولة على عدم تأكُّد الاستحباب لا على نفي الاستحباب وذلك بقرينة ما ورد من انَّ النبي الكريم (ص) عاد علياً (ع) يوم انْ كان مريضاً بوجعٍ في عينه.

ولعلَّ منشأ عدم تأكُّد استحباب عيادة المريض بوجع العين هو انَّ المصاب بوجع العين يشعر بالأذى من عيادة الآخرين له، وذلك نظراً لعدم قدرته على الاستقرار والتجلُّد أمام العائدين له، فإذا تكلَّف لهم وأبدى تجلُّداً ازداد شعوره بالألم لعدم تنفيسه لألمه بالونين والحركة الغير المناسبة لوجود العائدين، وإذا لم يتمكن من التجلَّد شعر بالأذى النفسي والخجل، ففي كلا الحالتين تكون العيادة له موجبة لأذيته.

والظاهر انَّ الحالة التي لا يتأكد فيها استحباب العيادة هو ما لو كان في العيادة إيذاء له، وإلا فعيادته مستحبة كاستحباب عيادة سائر المرضى، وذلك بقرينة مناسبات الحكم والموضوع.

والحمد لله رب العالمين

الشيخ محمد صنقور