عدم سقوط الحد بالتوبة


المسألة:

لو أن شخصاً ما ارتكب الزنا أو اللواط والعياذ بالله ثم تاب بعد ذلك، فهل التوبة تسقط عنه القصاص -أي الجلد أو الرجم- كما جاء في القران الكريم؟

الجواب:

التوبة الصادقة توجب غفران الذنب وسقوط العقوبة الأخروية ولكنها لا توجب سقوط الحد كالرجم والجلد في الدنيا، نعم للحاكم الشرعي أن يعفو على المرتكب لموجب الحد كالزنا إذا كان المرتكب لموجب الحد قد تاب قبل قيام البينة عليه.

ثم إن المرتكب للزنا أو غيره من الفواحش لا يجب عليه الإقرار بالفاحشة عند الحاكم الشرعي بل له أنْ يستر على نفسه ويصدق في توبته لله عز وجل.

ويمكن الإستدلال على ذلك بما ورد في معتبرة الأصبغ بن نباتة قال أتى رجل أمير المؤمنين (ع) فقال: "يا أمير المؤمنين إني زنيتُ فطهرني فأعرض عنه بوجهه، ثم قال: له اجلس، فقال (ع): أيعجز أحدكم إذا قارف هذه السيئة أن يستر على نفسه كما ستر الله عليه فقام الرجل، فقال: يا أمير المؤمنين إني زنيت فطَّهرني، فقال (ع): وما دعاك إلى ما قلت، قال: طلب الطهارة فقال (ع): "وأيُّ طهارة أفضل من التوبة ..".

والحمد لله رب العالمين

 

الشيخ محمد صنقور