الظاهر هو صحة هذه النسبة فقد اشتهر القول بين علماء الشيعة والسنَّة انَّ عبدالله بن مسعود كان يرى بأنَّ المعوِّذتين ليستا من القرآن خلافًا لإجماع المسلمين قاطبة، وقد أخطأ ابن مسعود في ذلك.

وقد تصدى العلماء من الفريقين للتأكيد على خطأ ابن مسعود والتأكيد على انَّ المعوِّذتين سورتان من سور القرآن الكريم. وقَبلَ ذلك تصدَّت الروايات الواردة عن أهل البيت (ع) لبيانِ خطأ ابن مسعود وأنَّ سورتي الفلق والناس مِن سور القرآن.

فمِّما ورد عنهم (عليهم السلام) ما رواه القمِّي في تفسيره بسنده عن أبي بكر الحضرمي قال: قلتُ لأبي جعفر (ع): (انَّ ابن مسعود كان يمحو المعوِّذتين من المصحف فقال (ع): "كان أبي يقول إنَّما فعل ابنُ مسعود برأيه، وهما من القرآن").

ومنها: ما وراه الحسن بن بسطام في طبِّ الأئمة عن أبي عبدالله الصادق (ع) انَّه سُئل عن المعوِّذتين أهما من القرآن: فقال الصادق (ع): "هما من القرآن"، فقال الرجل: إنَّهما ليستا من القرآن في قراءة ابن مسعود ولا في مصحفه فقال: أبو عبدالله (ع): "أخطأ ابنُ مسعود أو قال: كذب ابن مسعود، وهما من القرآن"، فقال الرجل: فأقرأ بهما في المكتوبة؟ فقال (ع): "نعم".

ومنها: ما رواه الكليني بسنده عن منصور بن حازم قال: أَمرني أبو عبدالله أنْ أقرأ المعوِّذتين في المكتوبة.

ومنها: ما رواه الكليني أيضًا بسنده عن صابر مولى بسام قال: أمَّنا أبو عبدالله (ع) في صلاة المغرب فقرأ المعوذتين ثم قال: هما من القرآن.

وكذلك روى ذلك بسنده عن صفوان الجمَّال.

والحمد لله رب العالمين

الشيخ محمد صنقور