الكلام أثناء الجماع


المسألة:

ورد في مكروهات الجماع ما يلي (عدم الكلام عند الجماع) حيث وردت روايات كثيرة منها:

- عن ابي جعفر (ع): أنه كان ينهى عن الكلام عند الجماع ويقول "ان ذلك يورث الخرس".

- عن رسول الله (ص) أنه قال: "يا علي لا تتكلم عند الجماع، فإنه إن قضي بينكما ولد، لا يؤمن أن يكون اخرس".

- عن الإمام الصادق (ع): "اتقوا الكلام عند ملتقى الختانين، فانه يورث الخرس". ولكن إن نظرنا إلى الواقع نجد أن الكلمات الرومانسية الخاصة تلهب الغريزة عند الجماع، فنسأل ما يلي:

1- هل هذه الروايات صحيحة؟

2- هل من المعقول ان يكون الجماع صامتاً من الكلام الرومانسي والمثير؟!

الجواب:

الروايات في كراهة الكلام أثناء الجماع وإنْ لم تكن أسانيدها نقية إلا أنَّها روايات عديدة تُورث الظن القوي بالصدور في الجملة، نعم لا يبعد أنَّ المكروه ليس هو مطلق الكلام وإنَّما هو الكلام الكثير كما هو مقتضى الجمع بين الروايات المطلقة وبين مثل حديث المناهي قال: "نهى رسول الله (ص) أن يكثر الكلام عند المجامعة"(1).

وما ورد في الخصال عن علي (ع) في حديث الأربعمائة قال: "إذا أتى أحدكم زوجته فليقل الكلام"(2).

فإن مقتضى الجمع بين الروايات الناهية عن مطلق الكلام وهاتين الروايتين هو أن القليل من الكلام ليس مورداً للنهي، على أنَّه يمكن تحصيل الإثارة قبل الشروع في الجماع وفي الفترات المتخللة بين ذلك.

والحمد لله رب العالمين

 

الشيخ محمد صنقور

 

1- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج20 ص123.

2- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج20 ص123.