لماذا أذن الله تعالى بتدنيس قداسة البيت الحرام بالأصنام؟


المسألة:

نعرف بأن الكعبة قبل مجيء النَّبي (ص) كانت محطَّ أصنام المشركين، وكان المشركون يدورون حولها عُراتً ويُمارسون الجنس في بعض الأحيان!! كل هذا يجعلنا نتسائل كيف يسمح تعالى بمسّ قداسة البيت الحرام بهذه الصورة؟


الجواب:

لم يثبت أنَّ المُشركين كانوا يمارسون الزّنا في البيت الحرام بل المُستوحى من النّصوص التّأريخيّة أنَّهم كانوا يستبشعون ذلك ويستقبحونه، واتّفاق وقوع ذلك وإن كان ممكنًا إلاَّ أنّ من المقطوع به أنَّه لم يكن بمستوى الظّاهرة بل ولم يُؤْثَر أنّ ذلك وقع كثيرًا هذا لو كان قد وقع فعلاً.

 

نعم كان الكثير من العرب المشركين يطوفون حول البيت الحرام عراة، فكان رجالهم يطوفون بالنهار وتطوف النساء بالليل وذكر بعض المؤرخين أن النساء يتخذن نسائج من سيور يسترن به عوراتهنّ حين الطواف.

 

وكان منشأ طوافهم حول البيت عراة هو توهّمهم -كما زعموا- أنه لا يصحُّ الطَّواف حول البيت بثيابٍ ارتكبوا فيها المعصية والذنوب فإن ذلك لا يليق بشأن البيت الحرام وطهارته وقداسته.

 

وأمَّا لماذا أَذِنَ الله تعالى بتدنيس قداسة البيت الحرام بالأصنام وطواف المشركين حوله عراة؟

 

فالجواب أنَّه تعالى لم يأذن بذلك ولكن جرت سنته على أن يُصحِّحَ معتقدات الناس وسلوكهم بواسطة بعث الأنبياء والرسل وتجنيد أوليائه لبثِّ الهدى والرشاد فإن ثابوا إلى الصواب وإلا فإنه تعالى ينتصر لدينه ولو بعد حين. وهذا ما كان قد وقع مع عرب الجاهلية.

 

والحمد لله رب العالمين

 

الشيخ محمد صنقور